121

============================================================

فش مختصر في بعض الأحاديث الصحيحة المصرحة بفضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال النووي - قدس الله روحه - : رؤينا عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما، فقال أبو بكر لعازب : مر البراء فليحمل لي الرخل، فقال عازب : لا، حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكم .

فقال : ارتحلنا من مكة، فسرنا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا، وقام قائم الظهيرة، فرميت ببصري هل أرى من ظل نأوي إليه، فإذا صخرة أتيناها، فنظرت، فإذا فيها بقية ظل، فسويته، ثم فرشت للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم انطلقت أنظر ما حولي هل آرى من الطلب أحدا، فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه، فسالته، فقلت : لمن أنت يا غلام 9 فقال : لرجل من قريش، سماء لي فعرفته، فقلت : هل في غنمك من لبن ؟ فقال : نعم، قلت : فهل أنت حالب لبنا؟ قال : نعم ، فأمرته، فاعتقل شاة من غنمه، ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار [والشعر والقذي] ، ثم أمرته أن ينفض كفيه ، فنفض ، فحلب لي كثبة(1) من لبن، وقد جعلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة على فيها(2) خرقة، فصببت عليها اللبن حتى برد أسفله، فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فوافيته قد استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت، ثم قلت : قد آن الرحيل يا رسول الله ؟ قال : " بلى".

والقوم يطلبونتا، فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك على فرس له.

فقلت : يا رسول الله؛ هذذا الطلب قد لحقنا، فقال : " لا تحزن، ان الله معنا" رواه البخاري 34197) ، ومسلم 20097)، وروياه أطول من هذذا .

(1) الكثبة : القليل المجتمع من اللبن.

(2) أي : فسها، والادولة : إناء صغير يحمل فيه الماء

Bogga 121