وقرأ أبيّ (١): مليك، على وزن (فعيل). وبعضهم: ملّاك، بتشديد اللام. وكلاهما محوّل من (مالك) للمبالغة.
وهذه القراءات كلّها بعضها راجع إلى (ملك) بضم الميم، وبعضها إليه بكسر الميم (٢).
قال الأخفش: يقال: ملك بيّن الملك، بضم الميم. ومالك بيّن الملك، بكسر الميم وفتحها. ومعناها الشدّ والرّبط. وجميع تقاليب (ملك) مستعمل (١١ أ) ويرجع إلى معنى القوّة، وهو قدر مشترك بينهما، ويسمّى هذا بالاشتقاق الأكبر. ولم يذهب إليه غير ابن جنّيّ (٣)، وكان الفارسيّ (٤) يأنس به في بعض المواضع.
وزعم الفخر (٥) أنّ (ملك) منها مهمل، وليس كذلك لما أنشده الفرّاء (٦)
فلمّا رآني قد حممت ارتحاله ... تملّك لو يجدي عليه التّملّك
يَوْمِ: لم يجيء مما فاؤه ياء وعينه واو إلّا يوم. قيل: ويوح،
_________
(١) أبيّ بن كعب، صحابي، ت نحو ٢٠ هـ. (حلية الأولياء ١/ ٢٥٠، معرفة القراء الكبار ٢٨).
(٢) ينظر: السبعة ١٠٤، الحجة للقراء السبعة ١/ ٧، المبسوط في القراءات العشر ٨٦، حجة القراءات ٧٧، التبصرة ٥٤، الكشف عن وجوه القراءات السبع ١/ ٢٥، إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي ٢٠١، شرح شعلة على الشاطبية ٦٩، إبراز المعاني ٧٠.
(٣) الخصائص ١/ ١٣. وأبو الفتح عثمان بن جني، ت ٣٩٢ هـ. (إنباه الرواة ٢/ ٣٣٥، معجم الأدباء ١٢/ ٨١).
(٤) أبو علي النحوي الحسن بن أحمد، ت ٣٧٧ هـ. (إنباه الرواة ١/ ٢٧٣، البلغة ٥٣).
(٥) ينظر: التفسير الكبير ١/ ٢٣٧ - ٢٣٨. والفخر الرازي محمد بن عمر، ت ٦٠٦ هـ. (طبقات المفسرين للسيوطي ١١٥، طبقات المفسرين للداودي ٢/ ٢١٣.
(٦) بلا عزو في البحر المحيط ١/ ٢١.
1 / 45