Majani Adab
مجاني الأدب في حدائق العرب
Daabacaha
مطبعة الآباء اليسوعيين
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
قطنًا وبها أشجار الخروع. وهنالك بائن والبائن عندهم بئر متسعة جدًا مطوية بالحجارة لها درج ينزل عليها إلى ورد الماء. وبعضها يكون في وسطه وجوانبه القباب من الحجر والسقائف والمجالس ويتفاخر ملوك البلاد وأمراؤها بعمارتها في الطرقات التي لا ماء بها. وسنذكر بعض ما رأيناه منها فيما بعد. ولما وصلت إلى البائن شربت منه ووجدت عليه شيئًا من عساليج الخردل قد سقطت لمن غسلها. فأكلت منها وادخرت باقيها ونمت تحت شجرة خروع. فبينما أنا كذلك إذ ورد البائن نحو أربعين فارسًا مدرعين فدخل بعضهم إلى المزرعة ثم ذهبوا وطمس الله أبصارهم دوني. ثم جاء بعدهم نحو خمسين في السلاح ونزلوا إلى البائن وأتى أحدهم إلى شجرة إزاء الشجرة التي كنت تحتها فلم يشعر بي. ودخلت إذ ذاك في مزرعة القطن وأقمت بها بقية نهاري وأقاموا على البائن يغسلون ثيابهم ويلعبون. فلما كان الليل هدأت أصواتهم فعلمت أنهم قد مروا أو ناموا. فخرجت حينئذٍ وأتبعت أثر الخيل والليل مقمر وسرت حتى انتهيت إلى بائن آخرٍ عليه قبة. فنزلت إليه وشربت من مائه وأكلت من عساليج الخردل التي كانت عندي. ودخلت القبة فوجدتها مملوءة بالعشب مما يجمعه الطير فنمت بها وكنت أحس حركة حيوان في تلك العشب أظنه حية فلا أبالي بها لما بي من الجهد. فلما أصبحت سلكت طريقًا واسعةً
1 / 142