Majani Adab
مجاني الأدب في حدائق العرب
Daabacaha
مطبعة الآباء اليسوعيين
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
بنار فأوقدت تحت القدر ونفخت ولحيتي في الأرض حتى كادت روحي تخرج. فلما نضجت تركتها تفور وتغلي وفتت الخبز. وعمدت لأنزلها فانفلتت من يدي وانكسرت القدر على الأرض فبقيت ألتقط اللحم. وأمسح منه التراب وآكله وذهب المرق الذي كنت اشتهيته وهذا أعظم ما مر بي (للاتليدي)
الخطيب والتلميذ
٣٠٦ اشتهر في جزيرة صقلية أرخيلوخوس الخطيب الملقب بالغراب. وسار إليه الطلبة لاستفادة الخطابة منه. وكان من جملة قاصديه فتى من اليونان يقال له ثيسياس ورغب إليه في تعليم هذا الفن وضمن له عن ذلك مالًا معينًا فأجابه برغبته وعلمه. فلما أتقنها حاول الغدر به ورام فسخ ما وافقه عليه فقال له: يا معلم ما حد الخطابة. فقال: إنها المفيدة للإقناع. قال: إني أناظرك الآن في الأجرة. فإن أقنعتك بأنني لا أدفعها إليك لم أدفعها إذ قد أقنعتك بذلك. وإن لم أقدر على ذلك فلست أعطيك شيئًا لأنني لم أتعلم منك الخطابة التي هي مفيدة للإقناع. فأجابه المعلم وقال: وأنا أيضا أناظرك فإن أقنعتك بأنه يجب لي أخذ حقي منك أخذته أخذ من أقنع. وإن لم أقنعك فيجب أيضًا أخذه منك إذ قد نشأت تلميذًا يستظهر على معلمه. قد قيل في المثل: بيض رديء لغراب رديء (لابي الفرج)
1 / 131