261

Majallat Ustadh

مجلة الأستاذ

Daabacaha

دار كتبخانة للنشر والتوزيع

Daabacaad

الأولى -طبق الأصل-

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٥ م

Goobta Daabacaadda

مصر

Noocyada

الهزل بالجد ترويحًا للنفوس وكان خصيصًا بالمرحوم شاهين باشا فكان يبره ويقربه منه في كل مجلس وقد قضى عمره في عز القناعة وشرف الزهد فيما في أيدي الناس لا يقبل إلا الهدايا من الأمراء وأعيان البلاد الذين لهم به تعلق وكان قوالًا له شعر نقي رقيق ونثر بليغ يستظرفه كل من عاشره ويستخفه كل من جالسه ما دخل مجلسًا إلا دخله الأنس والسرور توفي ﵀ ثاني ليلة من ربيع الثاني سنة ١٣١٠ بعد صلاته العشاء وآخر كلامه إنا لله وإنا إليه راجعون فاحتفل أهل دمنهور بجنازته وشهدها العلماء والحكام والأعيان وأفراد الناس ذكورًا وإناثًا حتى زاد المشاة أمامه عن ستة آلاف نسمة وقد رثاه صديقه الفاضل الماجد الشيخ حميدة سالم الدمنهوري بقصيدة ٤٤ بيتًا اختصرناها لضيق الجريدة فمنها:
هو الموت كم يسطو وبالحركم يعدو ... فيلخصه شزرا يروح فلا يغدو
فما الخطب بين الناس إلا مهند ... بكف المنايا والنفوس له غمد
وما هذه الدنيا بدار إقامة ... وليس لمخلوق بها يعهد الخلد
فيا غافلًا والموت يرعى زمامه ... تنبه لموت في تأمله الرشد
تزود لدار لا يزول نعيمها ... وصفو صفاها دائم الخلد ممتد
وقدم من الفعل الجميل الذي به ... تطيب لك الذكرى وينتشر الحمد
فما الموت بالنائي عن المرئ لحظة ... ولم يدر إنسان عليه متى يعدو
وكل عزيز للمنون مذلل ... إليه وحر النفس فهو له عبد
فتبأ لموت قد عدا بأخذ العلا ... أبي فرج من راح يصحبه المجد
حليف المعالي أحمد الفضل من مضى ... وقد كان من أوصافه الحلم والزهد

1 / 260