156

Majallat Thaqafa

مجلة «الثقافة» السورية

Noocyada

النجاة لن تكون بمحاربة الشيوعية والقضاء عليها. . . . على أن أكثر السامعين لم يعبأ بصراخ الشاب وأبتعد مسرعًا بعض أصدقاء الطالب وقال له: - لا تهرف، يا رجل، هيا بنا لنذهب! ولكنه أزداد حماسة وأخذ يعربد كالوحش حتى اضطر رفقاؤه للتخلي عنه وجاء شرطي وأوقفه لإخلاله بالراحة العامة وفي دار التمثيل كان إعجاب الحاضرين بالغًا أشده وأعترف الجميع بأن الممثلين أجادوا في أدوارهم وإن الرواية لا تخلو من فكاهة وروح واجتمعت السيدة (ماير) - أما زوجها فكأنه لم يكن موجودًا - بالتاجر الكبير (وينديكر) في بهو دار التمثيل وأخذت تقص عليه حادث المساء: - شيء فظيع! بينما نحن جالسون في حافلة الترام. . . الموقف أمام منزلنا تمامًا ولذلك نفضله للوصول إلى هنا. . ومع الأسف فاتنا الفصل الأول كله. . فإنه عندما وصلنا إلى المحطة، نعم، تمامًا عند المحطة. . مسكين الرجل! قطعت كلتا رجليه! منظر فظيع. . وعبثًا فتشنا أكثر من ربع ساعة على سيارة. . يالله الرجل المسكين، وإنني لا أتحمل رؤية منظر كهذا. . - ماذا فعلتم بالصانعة، هل بقيت عندكم؟. . - إنها حقًا رواية جميلة جدًا والدور الذي قامت به الممثلة ولم تكن أحكام الحاضرين في البهو على الراية تختلف عن رأي السيد (ماير). - أعطيه حقنتين! قال الطبيب للممرضة في المستشفى وغاب في الممشى الطويل وكان الرجل الشيخ الذي قطعت رجلاه يصيح دون انقطاع من شدة الألم وكان صوته الفجيع يتردد في سكون لمستشفى المفعم بروائح (القلوروفورم). - والىن فإن القيادة لكما، تعالا، أيها البطلان! قال الرجل الأنيق المتقدم ف السن بعد أن خرج الثلاثة من المطعم. . - ولكن، يا رجل، يجب أن أرجع إلى البيت وإلا فإنهم يطردونني. . لا، لا، يا (ويلي) لا أستطيع. . كانت فتاة أسمها (فريدا) تظهر الامتناع لجليسها على مقعد في الحديقة العامة وقد أمسكت بأذيال ثوبها الذي يكاد يستر ركبتيها: (لا، لا، أرجوك، أنت تعرف. .) حينئذ قام الشاب الملح في طلبه فجأة وقال:

2 / 62