اندفاعات
للشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهراوي
اهدي إليك
يا موطنًا قد ذبت فيه غراما ... أهدي إليك تحية وسلاما
لولاك لم اك في الوجود ولم أشم ... بلج الصباح واسمع الأنغاما
أفديك من وطن نشأت بأرضه ... ومرحت فيه يافعًا وغلاما
ما كنت إلا روضة مطلولة ... تعطي الورود وتفتق الأكماما
غازلت منها في الغدو بنفسجًا ... وشممت منها في الأصيل خزاما
وسعدت ألعب فوق أرضك ناشئًا ... وشقيت شيخًا لا يطيق قياما
لك قد غضبت وفي رضاك حملت أن ... تنتابني نوب الزمان جساما
وسمعت من ناس شريرٍ طبعهم ... كلمًا على نفسي وقعن سهاما
لي فيك يا وطني الذي قد ملني ... حب يواري في الرماد ضراما
أما المنى فقد انتهت ومضاتها ... إلا بصيصًا لا يزيل ظلاما
لا نفع في أحلامكم
من ثقفّته الحادثات ملمة ... يلقى الخطوب بصدره بساما
كبر الألى من طيب أعراق لهم ... كانوا إذا لؤم السفيه كراما
أنا للأفاعي غير مكترث وإن ... تركت بنفسي نابها آلامها
بالذل لا أرضى وإن سلمت به ... روحي وأرضي بالحمام زؤاما
حيّ الذين إذا الهوان أصابهم ... تخذوا الآباء من الهوان عصاما
يا حامل الصمصام لا يحمى به ... حقًا لماذا تحمل الصمصاما
ما في المساواة التي تشدو بها ... إن الوهاد تطاول الآكاما
ياقومنا لا نفع في أحلامكم ... فخذوا الحقائق وانبذوا الأحلاما
أخشى عليكم في الحياة تدهورا ... فيه الرؤوس تقبل الأقداما
جهل الذين على قديم عوَّلوا ... فيه أن الزمان يغير الأحكاما
وأشد خلق الله جهلًا أمة ... نقضت فظنت نقضها إبراما
1 / 14