رحمكم الله.
علم أبو بكر ﵁ أن الأمة هي التي تنصب الحكام وتختارهم لمصلحها وانهالها الحق في انتقاد أعمالهم. ومراقبة أحوالهم. فإن عملوا بما ينطبق على مصالها. وسعوا وراء رقيها أعانتهم. وإن أساؤا أقومتهم. فصدح بما خالج ضميره من معرفة تلك السلطة وإنها حق طبيعي للأمة مهما حاول إبطاله المستبدون.
كلمات قالها أول خليفة للمسلمين ليعلم الشعوب الإسلامية دروس الحرية والمساواة الحقيقة التي يتطلبها فلاسفة الغربيين اليوم وما هم لها بواجدين سار ﵁ بالمسلمين أيام خلافته سيرة العدل والاستقامة والرأفة والحنان. يرحم صغيرهم، ويوقر كبيرهم، ويحمل كلهم، ويعينهم على نوائب الدهر، ولم يأل جهدًا في تعزيز الدين وأعلاء كلمة المسلمين جيش الجيوش وبعث البعوث في سبيل الدعوة الإسلامية وتابعه عمر ﵁ على ذلك فدكوا عروش القياصرة. وثلوا صروح إلا كاسرة. ونشروا لواء العدل بين تلك الأمم التي كانت ترسف في قيود العبودية لملوكهم. والله يتولى الصالحين.
2 / 21