الله وإن ما في هذا الكون من منع وإعطاء وموت وحياة وغنى وفقر بإيجاده تعالى وحده لا شريك له فيه وإن الكسر والسعي والعمل من سنن الله تعالى في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا وإن المسلم مأمور أن يتعاطاها ظاهرًا مع الإيقان أن المأثر هو الله تعالى فلا يكفيه الاعتقاد بدون العمل، ولا العمل بدون الاعتقاد بل لابد منهما كليهما لا يكون هذا مفسدًا للتوكل ولا منافيًا له أرأيت لو أن أرضًا مسبعة علمها إنسان وتحقق هلكه فيها هل يجوز له الشرع بحيلة التوكل حلولها. أو النوم فيها كلا وكذلك لا يجوز الشرع للمرء أن يعرض عن العمل، ويدع السعي حتى يهلك وصبيته، أو يموت وأهله، وصف رسول الله ﷺ المتوكلين ولم يصفهم بأنهم لا يكتسبون ولا يتعيشون بل وصفهم بأنهم يتعاطون هذه الأسباب معتقدين أن الفاعل هو الله سبحانه أخذك بالأسباب واعتمادك على رب الأرباب هو عين التوكل وثمرة التفويض، ولب الانقطاع، فالتوكل إذًا هو التوحيد الصرف الباعث على الشجاعة والإقدام وثبات القلب وعلو الهمة والاطمئنان لا كما يفتريه كثير من المتفرنجين فيزعمون أنه مخرب للبلاد مضر بالعباد وأن لا حياة للإنسان إلا بالاعتماد على نفسه. والركون إلى عمله. والثقة بحوله وقوته سبحانك ربنا وبحمدك. علمنا ما ينفعنا. ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا آله دبر هذا الكون بما فيه. وأمد أهله بالعون والقوة ندعه ونعتمد على أنفسنا آله له الملك والملوك. والعظمة والجبروت. أوجدنا من العدم ووهبنا هذه الحياة وكل شيء فيها نغفله ونتوكل على أنفسنا سبحانك ما عرفك الناس حق معرفتك فلا تهلكنا بما فعل السفهاء منا.
أيها المتفرنج بعدًا لك وسحقًا إن لم تتكل على مولاك. وتترك الثقة بنفسك وهواك. أين قوتك لو أمرضك. أين هولك لو أهملك. أين تدبيرك وحزمك لو سلب منك جوهرة عقلك. أين أنت من قوله تعالى لنبيه ﷺ (قل لا أملك بنفسي ضر ولا نفعًا إلا ما شاء الله) اللهم اجعلنا ممن يرجع فيه أموره إليك. ويعمل هو متكل عليك. ولا تكلنا إلى أنفسنا ترفة عين.
الاستعداد الإنساني
كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يحسانه.
من نظر في القرآن المجيد والأحاديث النبوية الشريفة ثم رجع إلى هذا العالم رأى أن النوع
2 / 13