فرضية صوم رمضان على المكلفين بالآية المتقدمة وبقوله ﷺ بني الإسلام على خمس شهادة إن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأقام الصلاة، وأيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا، وعلى هذا انعقد الإجماع فيكفر جاحده ويستحق عذاب النار تاركه.
(مسئلة)
الصوم هو الإمساك عن جميع المفطرات من الصبح إلى الغروب بنية مخصوصة وهاك نبذة من المفطرات أثبتناها هنا لكثرة طروها، وشدة الحاجة إليها، وهي الأكل والشرب والجماع، واستعمال الدخان، والسعوط. والاحتقان وسبق الماء إلى الفم أو الأنف في المضمضة والاستنشاق. وتعمد القيء ولو دون ملء الفم. وإعادة ما غلبه منه بصنعه. إذا كان ملء الفم. وأكل ما بين الأسنان إذا كان قدر الحمصة. واستعمال هذه المفطرات أو أحداها عمدًا بعدما صدرت نسيانًا أو مع الشك في طلوع الفجر والحال أنه قد طلع أو مع ظن أن الشمس غربت وهي لم تغرب. إلى غير ذلك مما يجب على الإنسان طلبه من محاله مهما وجد داعية إليه.
ليس الصيام كما يظن من خصوصية أمة (محمد) ﷺ بل هو عام في جميع الأمم. حضت عليه الأنبياء وحثت عليه عامة الشرائع لما له من المنافع الدينية والدنيوية. والفوائد الصحية والأدبية. حسبك من مناقبه أن الثواب عليه بعيد من مظان الحصر. وخارج عن دائرة التقدير. إذ كان متميزًا بخاصية نسبة إليه تعالى. لا يدانيه فيها غيره من جلائل الأعمال. ولا يشابهه فيها سواه من عظائم الخصال قال الله تعالى في الحديث القدسي كل حسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به وأنه الغاية التي يرمى إليها كبار الأطباء في حفظ الصحة. والأمر الجامع لتقوية الجسم ونشاطه. وأنه من الدروس العالية في الأخلاق، تنكسر به شهوة النفس. وتضعف سيطرتها وفي ذلك من الفوائد ما لا يخفى. ضعف سيطرة النفس ويقلل الذنوب. ويكسب الإنسان ميلًا إلى الحق. ورغبة في الأنصاف. وبعدًا عن كل ما يعيب. حتى أنه لا يهمز ولا يلمز. ولا يعتوا ولا يتعجرف بل يكون لين الجانب سهل الانقياد. (سمحًا إذا باع سمحًا إذا اشترى. سمحًا إذا قضى. سمحًا إذا استقضى) لا يظلم ولا يخون. ولا يؤذي أحدًا من خلق
2 / 4