175
إلا بحقها وحسابهم على الله ولكن أباب بكر ﵁ كان أحسن رأيًا وأبعد نظرًا في العواقب وأعلم بأمور الدين فرد عليهم بقوله إن الزكاة حق المال وقد قال إلا بحقها ولمح من خلال تلك الفتنة الدماء التي تضطرب بالعرب أن الإسلام لا تقوم له قائمة إذا لم تقمع ويضرب على مثيريها بيد من حديد فاستعد لقتالهم وانتظر بمصادمتهم قدوم أسامة.
أخبار الردة
عبس وذبيان
أقام أبو بكر ﵁ ينتظر جيش أسامة فعاجلته عبس وذبيان وانضم لهم بعض بني أسد وكلهم من تباع طليحة وافترقوا فرقتين فرقة أقامت بالإبريق وسارت فرقة إلى ذي القصة وأمدهم طليحة باخيه حبال فكان عليهم وأرسلوا وفدًا إلى أبي بكر يبذلون الصلاة ويمنعون الزكاة فقال أبو بكر والله لو منعوني عقالًا لجاهدتهم عليه وردهم خائبين فرجعوا إلى عشائرهم وأخبروهم بقلة أهل المدنية وأطعموهم فيها وجعل أبو بكر بعد مسير الوفد على أنقاب المدينة عليا والزبير وطلحة وابن مسعود وألزم أهل المدينة بحضور المسجد وقال لهم أن الأرض كافرة وقد رأى وفدهم منكم قلة وأنكم لا تدرون أليلا تؤتون أم نهارًا وأدناهم منكم على بريد وقد كان القوم يألمون أن نقبل عليهم ونوادعهم وقد أبينا عليهم ونبذنا غليهم عهدهم فاستعدوا وأعدوا فما لبثوا ألا ثلاثًا حتى طرقوا المدينة غارة مع الليل وخلفوا بعضهم بذي حسي ليكونوا لهم رد فوافوا ليلًا الأنقاب وعليها المقاتلة فمنعوهم وأرسلوا على أبي بكر بالخبر فأرسل لهم من ألزموا أماكنكم ففعلوا وخرج في أهل المسد على النواضح ودوا العدو واتبعوهم حتى بلغوا ذا حسي فخرج عليهم أردء بأنحاء قد نفخوها كل نحمي في طوله فنفرت إبل المسلمين وما تنفر من شيء نفارها من الأنحاء وباحت بهم ما يملكونها حتى دخلت بهم المدينة فلم يصرع مسلم وطن الكفار بالمسلمين الوهن وبعثوا على أهل ذي القصة بالخبر فقدموا عليهم وبات ابو بكر يعبي الناس وخرج ليلًا فما طلع الفجر إلا وهم العدو على صعيد واحد فما شعرواو بالمسلمين حتى وضعوا فيهم السيوف فما ذو قرن الشمس حتى ولوهم الأذبار وغلبوهم على عامة ظهرهم وقتل حبال وكان أول الفتح وأتبعهم أبو بكر حتى نزل بذي القصة ووضع بها النعمان بن مقرن في عدد ورجع إلى المدينة فذل بها المشركون ووثب بنو ذبيان وعبس على من فيهم من

6 / 53