Majallat Bayan
مجلة البيان
Noocyada
حرير مبطنة بفروة للشتاء ومصباح بنصاب من الذهب ومؤلفات شعراء الألمان وختم المصائب بقاموس
ولا يفوتني القول إني لم أستلذ التبغ الذي اشتريته من اليهودي رغمًا من قوله أنه أجود أصنافه ورغمًا من أني تلقيت دروس شربه من شفتي الحسناء (منا) فاشتريت تبغًا خلافه وضميري يلومني على ما ارتكبت من سوء الظن وقلة الثقة.
الآن انتهيت من قصتي إلى جزئها المحزن وشطرها المشؤوم
جاءني صديقي (ويلدر) ذات يوم صحبة رجل من باعة التبغ يدعى المسيو رور وأذاقني بضاعته فاستطبتها ورأيت من الدهاء والحيلة أن أحمله على استبدال مقدار مما لديه بما لدي من التبغ فأخذت أفخر ببضاعتي ثم دخلت خزنتي وعدت بكمية منها فرماها المسيو رور بنظرة ازدراء وقال عندي من هذا الصنف كميات عظيمة.
قال صاحبي ويلدر وعلى وجهه ابتسامة خبث. لا تقل ذاك في مثل هذا التبغ فقد اشتراه صاحبي من رجل صادق مخلص ومالي شهير.
قال رور بلهجة الساخر هل اشتراه من المسيو لو؟
قلت ما عدوت الحقيقة. وهو مما ورد إليه من أخيه المقيم بالأستانة.
قال رور كلا بل ورد إليه من عندي وكنت بعثت سبعة أرطال منه لابنته لو والمسيو هرش أخذاه منى ذات يوم سعر. . . . . . . . في الرطل وهذا ختمي ثم سل من إصبعه القذرة خاتمًا له ذلك النقش المطبوع على صرة التبغ.
قلت وفي صوتي رنة المحزون وفي قلبي كمد الخائب: هل بعثت هذا للآنسة منا.؟
قال نعم: وخدعتني بخلابتها عن جزء من ثمنه كان لك الله يا سيدي. إن الفتاة هي التي تعقد لأبيها مساومات البيع. لأن لها فتنة وسحرًا لا طاقة لنا به.
قال ويلدور وهو مسرور بمصيبتي مغتبط ببلائي. وهل تبيع الخمر أيضًا يا مسيو رورو؟
فأجاب الرجل مبتسمًا عن أفظع الخبث اليهودي يصنع خمرته بيده. ولكن عندي من نبيذ ميدوك لو يمن عليّ اللورد بطلبه: أرسل إلى سيدي خابيه منه.
فصحت بالرجل اخرج من هنا والتهب في عيني الغضب وطار المسيو رور من حضرتي مذعورًا وضحك ويلدر ضحكة شيطان.
1 / 35