210
واستولى عليه الهوان واستهلكه سوء العادة. والوجه الضار أن يحفظ ألفاظًا بأعيانها من كتاب بعينه أو من لفظ رجل ثم يريدان يعد لتلك الألفاظ قسمها من المعاني فهذا ألا يكون إلا بخيلًا فقيرًا وحائفًا سروقًا ولا يكون إلا مستكرهًا لألفاظه متكلفًا لمعانيه مضطرب التأليف منقطع النظام فإذا مر كلامه بنقاد الألفاظ وجهابذة المعاني استخفوا عقله وبهرجوا علمه ثم اعلم ان الاستكراه في كل شيء سمج وحيثما وقع فهو مذموم وهو في الظرف أسمج وفي البلاغة أقبح وما أحسن حاله ما دامت الألفاظ مسموعة من فمه مسرود في نفسه ولم تكن مخلدة في كتبه وخير الكتب ما إذا أعدت النظر فيه زادك في حسنه وأوقفك على حده.

4 / 29