آل القاري

عائلة المؤلف العلامة القاضي أحمد بن عبد الله القاري المكي من بيوت مكة الشهيرة التي أنجبت عدداً من العلماء والمثقفين الذين أسهموا في نهضة هذه البلاد قديماً وحديثاً.

عميد هذه الأسرة شيخ القراء بمكّة المكرمة الشيخ عبد الله بن محمد بشير القاري المتوفى بمكّة عام ١٣٣٧ هـ. تتلمذ على يد العلامة مؤسس المدرسة الصولتية الشيخ محمد رحمة الله لازمه ملازمة طويلة وأخذ عنه علومه بالمسجد الحرام والمدرسة الصولتية. صرف الشيخ عبد الله وأخوه الشيخ عبد الرحمن نشاطهما إلى حفظ القرآن وتجويده بالإضافة إلى العلوم الأخرى.

ولما لمس فيه العلامة رحمة الله الكفاءة العلمية عينه مدرسا للقرآن الكريم بالمدرسة، فأوقف حياته كلها على تعليم القرآن. جاء في كتاب (أعلام الصولتية) ما يشيد بجهود فضيلته في هذا المجال:

«وقد تتلمذ عليه ألوف لا مئات من أبناء أم القرى وغيرها، حتى ضرب به المثل في القراءة والصوت، والتربية والتوجيه، وكل تلامذته يذكرونه دائماً بالفضل، والدعاء والثناء الجميل أحسن الله إليه في أخراه كما أحسن في دنياه، وجزاه الخير الذي هو له أهل.

وخلف ذرية مباركة صالحة طيبة استفاد منها الناس وانتفعت بعلومهم الرجال»^(١) ومن يعد من العلماء في هذا البيت الشيخ عبد الرحمن بن محمد القاري: شارك أخاه الشيخ عبد الله في التعلم بالمدرسة الصولتية، وتتلمذ أيضاً لمؤسسها العلامة محمد رحمة الله فحفظ القرآن وأجاده، وبعد أن أنهى دراسته سافر إلى الهند بتوجيه من العلامة الشيخ محمد رحمة الله العثماني لنشر علم القراءات والتجويد، فمكث بها طول حياته وتوفي هناك.^(٢)