243

Majalis Wacziyya

المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري

Baare

أحمد فتحي عبد الرحمن

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

Hadith
بِحَرِيصٍ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ:؟وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي؟ (١) .
وَقَالَ مُعَاذٌ: اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً (٢) .
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: الْيَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّهُ (٣) .

(١) قال ابن حجر في الفتح (١/١١٤): قوله: «وقال إبراهيم ﵇: ولكن ليطمئن قلبي» أشار إلى تفسير سعيد بن جبير ومجاهد وغيرهما لهذه الآية، فروى ابن جرير بسنده الصحيح إلى سعيد قال: قوله: «ليطمئن قلبي» أي: يزداد يقيني.
وعن مجاهد قال: لأزداد إيمانًا إلى إيماني، وإذا ثبت ذلك عن إبراهيم ﵇ مع أن نبينا ﷺ قد أمر باتباع ملته كان كأنه ثبت عن نبينا ﷺ ذلك.
وإنما فصل البخاري بين هذه الآية وبين الآيات التي قبلها، لأن الدليل يؤخذ من تلك بالنص ومن هذه بالإشارة. والله أعلم.
(٢) قال ابن حجر في الفتح (١/١١٤): قوله: «وقال معاذ» هو ابن جبل، وصرح بذلك الأصيلي، والتعليق المذكور وصله أحمد وأبو بكر أيضًا بسند صحيح إلى الأسود بن هلال قال: قال لي معاذ بن جبل: «اجلس بنا نؤمن ساعة»، وفي رواية لهما: كان معاذ بن جبل يقول للرجل من إخوانه: «اجلس بنا نؤمن ساعة»، فيجلسان فيذكران الله تعالى ويحمدانه.
وعرف من الرواية الأولى أن الأسود أبهم نفسه، ويحتمل أن يكون معاذ قال ذلك له ولغيره.
ووجه الدلالة منه ظاهرة، لأنه لا يحمل على أصل الإيمان لكونه كان مؤمنًا وأي مؤمن، وإنما يحمل على إرادة أنه يزداد إيمانا بذكر الله تعالى.
وقال القاضي أبو بكر بن العربي: لا تعلق فيه للزيادة، لأن معاذًا إنما أراد تجديد الإيمان، لأن العبد يؤمن في أول مرة فرضًا، ثم يكون أبدًا مجددًا كلما نظر أو فكر، وما نفاه أولًا أثبته آخرًا، لأن تجديد الإيمان إيمان.
(٣) قال ابن حجر في الفتح (١/١١٥): قوله: «وقال ابن مسعود: اليقين الإيمان كله» هذا التعليق طرف من أثر وصله الطبراني بسند صحيح، وبقيته: والصبر نصف الإيمان.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في الزهد من حديثه مرفوعًا، ولا يثبت رفعه.
وجرى البخاري على عادته في الاقتصار على ما يدل بالإشارة، وحذف ما يدل بالصراحة، إذ لفظ النصف صريح في التجزئة.
وفي الإيمان لأحمد من طريق عبد الله بن عكيم عن ابن مسعود أنه كان يقول: «اللهم زدنا إيمانًا ويقينا وفقها» وإسناده صحيح، وهذا أصرح في المقصود، ولم يذكره المصنف لما أشرت إليه.

1 / 289