127

Majalis Ramadan - Ibn Uthaymeen

مجالس رمضان - ابن عثيمين

Daabacaha

دار الثريا للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

Goobta Daabacaadda

الرياض - المملكة العربية السعودية

Noocyada

أذْهَبُوا فَأنْتم الطُّلَقَاء (١).
ولما كان اليومُ الثاني من الفتح قام النبيُّ ﷺ خطيبًا في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله حرم مكة ولم يحرمْها الناس فلا يحلٌ لأمرئ يؤمنُ بالله واليوم الآخر أن يسفكَ بها دمًا ولا يعضدَ بها شجرةً، فإن أحد ترخص بقتال رسول الله ﷺ فقولوا: إن الله أذنَ لرسولِه ولم يأذنْ لكم وإنما أذنَ لي فيها ساعةً من نهارٍ، وقد عادت حرمتُها اليوم كحرمتِها بالأمس، فَلْيُبَلِّغ الشاهدُ الغائب (٢). وكانت الساعةُ التي أُحلِّتْ فيها لرسول الله ﷺ من طلوعِ الشمس إلى صلاةِ العصرِ يومَ الفتح (٣)، ثم أقامَ ﷺ تسعةَ عشرَ يومًا بمكةَ يقصرُ الصلاةَ ولم يصمْ بقيةَ الشهرِ (٤) لأنه لم ينوِ قطعَ السفرِ. أقامَ كذلك لتوطيدِ التوحيدِ ودعائمِ الإِسلام وتثبيتِ الإِيمان ومبايعةِ الناسِ. وفي الصحيح عن مجاشع قال: أتيتُ النبيَّ ﷺ بأخي بعد الفتح ليبايعَه على الهجرةِ فقال ﷺ: ذهبَ أهلُ الهجرةِ بما فيها ولكنْ أبايعَه على الإِسلامِ والإِيمانِ والجهادِ.
وبهذا الْفَتحِ المُبِين تمَّ نصرُ الله ودخل الناس في دينِ الله أفواجًا، وعادَ بلدُ الله بلدًا إسلاميًَّا أعْلِنَ فيه بتَوْحِيْدِ الله وتصديق

(١) هذه القصة من قوله ثم وقف على باب الكعبة من زاد المعاد وغيره من كتب السيرة. وكلمة: الطلقاء وردت في صحيح البخاري في غزوة الطائف قال في فنح الباري: والمراد بالطلقاء - جمع طليق- من حصل من النبي ﷺ المن عليه يوم فتح مكة من قريش وأتباعهم.
(٢) رواه البخاري.
(٣) رواه أحمد.
(٤) رواه البخاري مفرقًا.

1 / 142