============================================================
145 المطلب الثاني/ التأويل عند علماء السلف والخلف * تأويل قول الله تعالى: (هل ينظرون إلا أن يأ تيهم الله فى ظلل من الغماو والملتهكة وقضى الأمر} [البقرة/210]. وقوله تعالى: ( أويأتى ربك} ([الأنعام/158]. وقوله تعالى:
وجاء ربك} [الفجر/22]: قال الإمام الراغب الأصفهاني في تفسيره: "قد تصور بعض الناس ما لا يليق بصفات الله تعالى في لفظ المجيء والاتيان الذي وصف الله به نفسه في هذه الآية، وفي قوله: فاننهم الله من حيث لور يحتسبوا} [الحشر/2]، وقوله: فأق الله بنينهم مب القواعد) [النحل/22]، وقوله: (وجاء ربك والملك صفا صفا ([الفجر/22]، وذلك لأمرين:
أحدهما: لقصورهم عن معرفة الباري (1).
والثاني: لضيق مجالهم في مجاري الآلفاظ ومجازها(2)، وليس يقال: الإتيان والمجيء لانتقال الحي المتحرك من مكان إلى مكان فقط، بل قد يقال: لقصد القاصد بعنايته آمرا يستصلحه، كقوله: آتيت المروة من بابها، ويقال آيضا: لاستيفاء فعل يتولاه، كقولك: آتيت على ما في الكتاب، وقد يقال آيضا: لفعل يفعله على يد من يستكفيه ، كقولك: إن الأمير ناحية كذا بجيش عظيم، ومنه: فلنأنينهم بحنود لا قبل لهم بها} [النمل /37].
ولما جرت العادة، آن الرئيس يتولى الأمير بمن يستكفيه تارة وبنفسه تارة، وآن لا يتولى بنفسه إلا ما كان أكبر وأعظم، فلما أراد الله تعالى أن يبين العذاب الذي لا غاية وراء5، جعله مسوبا إلى نفسه وإتيانا له (...). ووجه آخر (...) وهو: آن الفعل كما ينسب إلى (1) لأنهم يعتقدون أن لله جوارح وأعضاء من وجه، وأعين، وأيد، وجنب، وساق، وحقو، ورجل، ودليلهم على ذلك أنه ورد في القرآن والشنة ذكر هذه الجوارح والأعضاء منسوبة إلى الله تعالى، وهم يقولون: ثثبث لله ما أثبته لنفسه!!! وهذا فهم سقيم للقرآن العظيم وما ورد في السنة، لآتنا لو أخذنا بظاهر القرآن وما جاء في السنة يلزمنا إثبات شخص له وجه واحد وعلى ذلك الوجه أعين كثيرة، وله حقو وجنب واحد وعليه أيد كثيرة، وله ساق ورجل واحدة، ولا نرى في الدنيا شخضا أقبح صورة من هذه المتخيلة!!! تعالى الله عما يقوله الظالمون علوا كبيرا.
(2) لأجل ذلك قد أنكروا المجاز في القرآن وسموه طاغوتا، كما مر في (ص/124) من كلام ابن القيم.
Bogga 145