============================================================
المبحث الثاني (المحكم والمتشابه في القرآن العظيم فأصحاب القلوب المريضة الزائغة، لسوء قصدهم يتبعون هذه الآيات المتشابهات وحدها ليثيروا الشبهات عند الناس كي يضلوهم، ولتأويلهم لها على مذاهبهم الباطلة.
ولا يعلم حقيقة معاني هذه الآيات إلا الله والمتمكنون في العلم، فهم داخلون في الاسثناء، ويؤيد هذا ما رواه مجاهد، عن ابن عباس، قال: "أنا ممن يغلم تأويله"(1).
ومع علمهم به برد متشابهه إلى محكمه، يقولون: آمنا بهذا القرآن، كله قد جاءنا من عند ربنا على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وإنما يفهم ويعقل ويتدبر المعاني على وجهها الصحيح أولو العقول السليمة(2).
وقد سلك العلماء في ما تشابه من نصوص الآيات القرآنية ثلاثة مسالك: المسلك الأول: تفويض علم النصوص المتشابهة إلى الله تعالى وسلك هذا المسلك بعض علماء السلف من أهل الشنة والجماعة، ومرادهم بذلك أن نؤمن بما ورد من النصوص المتشابهة مع صرف ظاهر النص الموهم عند المجسمة للتقص في حق الله تعالى، ورد العلم المراد به إلى الله تعالى؛ وفي ذلك قال الحافظ الذهبي: "فقولنا في ذلك وبابه: الإقرار، والإمرار، وتفويض معناه(3) إلى قائله الصادق المعصوم"(2).
ويكون ذلك بقيود وضوابط، هي كالآتي: (1) رواه الطبري "جامع البيان في تأويل القرآن" (206/6) وسنده صحيح كما في لاموسوعة الصحيح المسيور من التفسير بالمأثور" (1/ 400) للدكتور حكمت بن يشير بن ياسين، ورواه ابن المنذر في تفسيره (1/ 132) (رقم /257).
(2) انظر: التفسير الميسر، نخبة من أساتذة التفسير (ص/50).
(3) وبهذا يكون مسلك الذهبي تفويض المعنى وليس مسلك تفويض الكيفية الذي سلكته اليمة 4) الذهبي، سير أعلام النبلاء (105/8).
Bogga 104