============================================================
جرما يدور به اللسان (1) ، وينشق عد الهواء ، ويخلص الى الاسماع والأذهان ، فلو [ انها كتبت (2) على إحدى كفتي الميزان ، لما رجحت 57 على الأخرى ، وقد كان بالقول ا جرما ، فعاد بالكتابة جسما ، ونحن نقول : إن هذه الكلمة الي هي كلمة الاخلاص كلمة جامعة حاصرة جميع خلق الله (3) سبحانه ، من عالم العقل ، وعالم النفس ، وعالم الافلاك ، وعالم الطبيعة ، على صغر حجمها ونزارة جرمها، ونضرب ها مثلا يسهل (4) قبوله ، ويتسرع الى النفوس وصوله ، باذن الله تعالى و فنقول : ان مثلها مثل النطفة التي هي على قلتها حاصرة للاشكال الظاهرة والباطنة ، من الصور الانسانية المتشكلة بأشكال عالم الجسم، من حيث (5) كونها مولودة بعقله ونفسه ، حتى انها من حيث الفكر تحيط بالعوالم وما فيها احاطة خط الدائرة بمركزها ؛ فإذا كان معلوما وجود هذه الأمور العظيمة الهائلة بحكم الضرورة في مضمار النطفة ، فهل ينكر كون كلمة الاخلاص بحيث قال النبي : إنها لو وضعت في كفة ميزان ، ووضعت السماء والأرض وما بينهما في الكفة الأخرى لرجحت 53 ا إن في ذلك لآيات لأولي الألباب ، وسيأتي فيما يلي هذا للمجلس من زيادة الشرح ما يشرح الله به صدور أهل الايمان ، ويفضي عليهم بالزيادة من الشكر لأئمتهم أولياء الزمان ، باذن الله تعالى . جعلكم الله ايها المؤمنون ممن انتفع بسمعه وبصره ، وسار (6) على أحسن منهاج في الين بسيره: (1) اللسان : الانسان فيق (2) انها كتبت : انه كتب في ق.
(2) الله : سقطت فيق (4) يسهل : يستهل في ذ (5) حيث : سقطت في ذ (6) وسار : وصار فيق
Bogga 62