============================================================
المجالس المؤيدية وكما قال سبحانه حكاية : (أكفرت بالذى خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا4 (1) فهذا هو الكلام العام الذى يقتنع به فريق من الناس الذين تقاصرت افهامهم وضعفت قواهم ، فإذا ورد عليهم هذا القول من جهة علمائهم الذين هم ضعفاء ناقصون فى الصور الدينية أمثالهم فرحوا وطريونفوسا، وشكرو وظدوا أن ذلك فى علم التوحيد غاية ، وفى معرفة البارىء سبحانه نهاية .
وأما الخاص فأن ينزه فعل الله تعالى عن الحاجة إلى المكان والزمان والعناصر التى هى الدار والهواء والماء والأرض الحالة محل الأدوات من الصانع الذى لاتتم صنعته إلا بها ويوجودها ، كما لا تصح صفة هذه الكتابة إلا بالقلم والدواة والقرطاس وغير ذلك من أدوات الكاتب . إن ذلك فعل أمثالنا من الناقصين، من أجل العجز . وأن يلزه فعله سبحانه عن أن يفضى فعله إلى الكمال والتمام شيدا ففيلا ، وحالا فحالا ، كما أن هذا الفصل لم تمكن كتابته إلا حرفا ولفظا لفظا.
ولما رأينا الإنمان الذى تقدم ذكره لم يصح وجوده إلا بوجود النار والهواء والماء والأرض ويوساطة الأبوين والطعام والشراب ، الحال جميع ذلك محل الأدوات من الصانع ، تع لم يصح كماله الا مدرجا من نطفة الى علقة ، ومن علقة الى مضغة ، الى أن بلغ أشده واستوى ، مما هو نظير صناعة هذه الكتابة من كتبها حرفا حرفا ، نفينا كونه فعل الله سبحانه على الإطلاق ، وأوجبنا كونه (فعله) ميحانه بوسانط .
(1) سورة الكهف 37 .
Bogga 40