============================================================
36 بالقوة الحسية ، فإذا جاز لنا كون الباري سبحانه مدركا ا للعقول والنفوس ، أثبثنا وجود مناسبة (1) بينه وبينها وبها يصح الادراك : و و إذا أثبتنا ذلك أوجبنا ان في كل (2) ذي عقل وذي نفس أثرا من الالية ، وزدنا في الكفر بانتحال هذه النحلة على من يدين دين النصرانية ، ونعوذ بالله من ذلك . وقد سئل النبي عن المعرفة فقال : من عرف نفسه فقد عرف ربه . وقال : أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه . فأخذهم عما سألوه من معرفة ربهم الى معرفة نفوسهم، وردهم على أعقابهم ، وذلك مما خص به من جوامع الكام ، وجواهر الحكم : وكلامه هذا خاص وعام ، أما العام فهو قول القائل : ان الانسان اذا اعتبر حال نفسه ، وكيف سله الله تعالى من تراب ثم جعله نطفة، ثم علقة، ثم عظاما ولحما ، ثم انشأ فيه روحا ، الى أن جعله تعالى على سطح الأرض قائما ، وفيها متصرفا ، ومن طيباته آكلا وشاربا ، قامت له 37 الدلالة على الله سبحانه الذي أوجده من العدم ، وقواه من بعد الضعف؛ كما قال سبحانه : " الله الذي خلقكم مين ضعف ثم تجعل بن بعد ضعف قوة ثم جعل مين بعندقوة ضعنفا وشيبة" (3) .
م قال سبحانه حكاية : " أكفرت بالذي خلقك مين تنراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا "(4) .
فهذا هو الكلام العام الذي يقتنع (5) به فريق م الناس الذين تقاصرت فهامهم، وضعفت قواهم ، فاذا ورد عليهم هذا القول من جهة علمائهن و الذين هم ضعفاء ناقصون في الصور الدينية أمثاهم ؛ فرحوا وشكروا (1) مناسية : سقطت في ذ (2) كل : سقطت في ذ (4) سورة :94130.
(4) سورة : 37/18.
(5) يقتنع : يقنع في ق.
Bogga 50