============================================================
المجالس العؤيدية لا يأتون بمثله ، ولوكان بعضهم لبعض ظهيرا(1) ، وبالآية الى عليها بناء الكلام من قوله تعالى : : فأتوا بسورة من مثله (2) ، وهو أقل أقسام ما تقدم وأدنى أجزائه .
وقد خرست الألسن أن تفوه بها وتقول وتتبسط فيها فتطول.
والذى يدل عليه فى حال من هو ممقول القرآن ، أن الإنسان بنطفه وعقله مبرز على سائر أنواع الحيوان ، فهو متملك لها ، ومسخرها بجملتها ، ومتصرف فيها تصرف العلاك فى العماليك، فلا يكاد شىء منها يلحق شأوه ، ولا ينال مداله.
و على هذه النسبة فإن النسبة الشريفة التى قلنا إنها ممثول للقرآن ، وإنها القرآن الاطق الذى يقوم به هذا القرآن الصامت ، وإن أحدهما متعلق بالآخر ، ومهما فرق بينهما بطلت فائدتهما جميعا ، فتلك النسمة الشريفة أيضا تحل بتأييدها من الله بحانه وحظها من رسول الله عند النسبة الشريفة أيضا تحل إلى الصور الانسانية ، محل الصور الإنسانية عدد نسبتها إلى الصور الحيوانية ، فنفسها قبلة فوس العالمين ، والكافية إلى الاستضاعة بأنوارها فى صلاح أحوال معادها عين الفتقرين . ويدل على ذلك قوله فى أمر الدنيا : : سلونى قبل أن تفقدونى ، سلونى عماكان ، وعما يكون إلى يوم القيامة . وقوله عليه السلام فى أمر الآخرة : واله لوكشف الغطاء ما ازددت يقيدا ، عنى به عليه السلام أنه يعرف قبل كشف طاء الآخرة ما يعرفه عند كشفه ، فلا يكاد يزداد هنالك خبره به ويقينا ، فأية يد تتال من هذه سبيله أو تتناوله ؟ أم أية يد تدال من هو فى مقام سورة منه إذا بأن (1) مورة الإسراء: 88.
(2) سورة البقرة :23.
312
Bogga 314