============================================================
المجالس المؤيدية اعلعوا أن شريعة الإسلام لما صار رئيسها مرؤوسا، وأصبح الأذناب رؤوسا، بليلت الألسن فيها وكثر من العتكلمين، وارتكبواما تهى الله عنه سبحانه بقول الله: ( ولا تقولوالما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام 4(1) .
فمن جملة ما افتروا على القرآن فظلوا فى الضلال البعيد - وأنه لكتاب عزيز، لا يأتيته الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد - ايجايهم فيه العجاز والاستعارات التى هى نفس الكذب ، وقولهم : إنه ماكان نزوله بلغة العرب ، وكان موضوع لغتهم أن يكون فيها مذل ذلك فلا ينبغى للقرآن إلا أن يكون جاريا مجراها وسالكا مسلكها ، حاملا للعجاز والاستعارات . قالوا : ولا يطلق لفظ الكذب عليها لكون العوضوع كذلك . والجواب عن ذلك أن الكلام على ضريين ، وهما صدق وكذب ، لا ثالث لهما . فهذا الذى يسعونه مجازأ فى أى قييل هو منهما ؟ إن قلتم إنه صدق بطل العجاز ، وإن قلتم إنه كذب بطل العجاز ، وان قلتم إنه لا صدق ولاكذب أتيدم بمالا يعقل ودخلتم فى السفسطة . واذا كانت الصورة هذه فقد عرى العجاز من لباس الصدق وبقى أن يكون كذبا ، وإذا كان كذيا كان الكذب قبيحا لنفسه ، وكان الله سبحانه عنه منزها ، ولا يكاد تجمل القرآن بلغة العرب يفى بتقبيحه بنقيضة الكذب .
ومن جملة ما قالوا إن القرآن فيه مجاز، قوله سبحانه: أو من كان ميتا فأحبيناه وجعلذا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها4(2) (1) سورة التحل116 .
(2) سورة الأنعام122 .
Bogga 28