Maʾiyyat al-ʿaql wa-maʿnahu wa-ihtilaf al-nas fihi

Harith Muhasibi d. 243 AH
33

Maʾiyyat al-ʿaql wa-maʿnahu wa-ihtilaf al-nas fihi

مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه

Baare

حسين القوتلي

Daabacaha

دار الكندي

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٣٩٨

Goobta Daabacaadda

دار الفكر - بيروت

وَمن تقرب إِلَيْهِ أسْرع إِلَيْهِ بالإجابة يَدْعُوك إِن أَدْبَرت ويقبلك إِن رجعت ويحمدك على حظك ويثني عَلَيْك بِمَا وهب لَك ويحضك على النّظر لنَفسك إِنَّمَا يمرضك ليصحك إِن عقلت ويفقرك ليغنيك ويمنعك ليعطيك يمنعك الْقَلِيل الفاني لترضى فيعطيك الجزيل الْبَاقِي ويميتك ليحييك ويفنيك ليبقيك ويداويك بالأمراض لتبرأ من سقم الذُّنُوب ويغمك بالأوجاع ليغسلك من درن الْخَطَايَا ويعركك بالبلاء ليلين قَلْبك لطلب الْفَوْز ابتدأك بِالنعَم قبل أَن تسأله وثناها بَعْدَمَا ضيعت شكره وأدامها بإحسانه مَعَ دوَام الْإِعْرَاض مِنْك عَنهُ فَكيف تعرف إحسانه وتتبين إساءتك وتبصر نجاتك وتتضح لَك أَسبَاب عيشك إِلَّا بِالنّظرِ بعقلك فِيمَا قَالَ والتذكر والمجاهدة لنَفسك إِلَّا لتعرف مَا يرضيه وتجانب مَا يسخطه ويباعد مِنْهُ لِأَنَّهُ قد جعل فِيك غريزة الْعقل وَمن عَلَيْك بالمعرفة وابتلاك بِمَا فِي طباعك مِمَّا يهيج الْغَضَب والرضى وَالْبخل بِالسُّكُوتِ لِأَن الصمت أعجمي وفاعله كالأخرس لَا يعرف مَعْنَاهُ إِلَّا صَاحبه

1 / 237