Maʾiyyat al-ʿaql wa-maʿnahu wa-ihtilaf al-nas fihi

Harith Muhasibi d. 243 AH
27

Maʾiyyat al-ʿaql wa-maʿnahu wa-ihtilaf al-nas fihi

مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه

Baare

حسين القوتلي

Daabacaha

دار الكندي

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٣٩٨

Goobta Daabacaadda

دار الفكر - بيروت

بأشر الْأَعْمَال لعَظيم حجَّة الْعلم وَجَمِيل السّتْر عَلَيْهِ وَلما أَمر بِهِ من خوف سوء الْخَوَاتِم الَّتِي مَاتَ عَلَيْهَا الأشقياء فَهُوَ متواضع للعباد كلهم لشدَّة ذلة الْخَوْف على نَفسه وعقل عَن الله ﷿ مَا بَين من قدر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فعقل صفة الْآخِرَة بنعيمها وملكها وشرفها وعزها وعظيم قدر سكانها أَنَّهَا فِي جوَار الْمولى وَمَا وصف بِهِ سوء عَيْش الدُّنْيَا وضعة رفعتها عِنْده يَوْم يُحَاسب عباده وذل الْعَزِيز بهَا عِنْده فِي يَوْم يبْعَث خلقه وحقارة المتكبرين فِي عينه وصنعه بهم يَوْم النشور حَتَّى أَنهم ليحشرون فِي صور الذَّر دون جَمِيع الْعباد وعقل عَن الله تَعَالَى مَا أمره بِهِ وَأخْبر أَن الْفَقِير من اسْتغنى بالدنيا عَنْهَا وَمن يجازي بِمَا ١١٢ حرمه من خفَّة الْحساب والتصاعد فِي معالي درجاته فَلَمَّا عقل ذَلِك كُله عَن ربه كَانَ الْفقر فِي الدُّنْيَا أحب إِلَيْهِ من الْغنى بهَا وَكَانَ التَّوَاضُع أحب إِلَيْهِ من الشّرف فِيهَا وَكَانَ الذل أحب إِلَيْهِ من الْعِزّ بهَا

1 / 231