وحد هذا الساحل من الشرق قرية حاسك، وإلى القرب منها مرباط، وكانت مرباط مرفأ مدينة ظفار، وهي غير ظفار التي باليمن، وكانت عامرة إلى القرن السابع الهجري، وهي اليوم خربة.
ويقول ياقوت عن مرباط:
وهي مدينة مفردة بين حضرموت وعمان على ساحل البحر، لها سلطان برأسه، ليس لأحد عليه طاعة، وقرب مدينته جبل نحو ثلاثة أيام في مثلها، فيها شجر ينبت اللبان، وهو صمغ يخرج منه ويلتقط ويحمل إلى سائر الدنيا، وهو غلة الملك، يشارك فيه لاقطيه.
وأهلها عرب، وزيهم زي العرب القدماء، وفيهم صلاح مع شراسة في خلقهم وزعارة وتعصب.
وظفار كانت عامرة مشهورة في القرن السابع، يقول ياقوت:
فأما ظفار المشهورة اليوم فليست إلا مدينة على ساحل بحر الهند، بينها وبين مرباط خمسة فراسخ، وهي من أعمال الشحر، وقريبة من صحار، بينها وبين مرباط.
ومهرة قبيلة عربية سمي بها الإقليم، وإليها تنسب الإبل المهرية التي ردد الشعر العربي أوصافها، وهي النجائب التي تتخذ للأسفار، قال أبو تمام:
يقول في قومس قومي وقد أخذت
منا السرى وخطا المهرية القود
ويقول المتنبي:
Bog aan la aqoon