ومن أمثال العرب: «أهون من تبالة على الحجاج.» يروى أن الحجاج ولي تبالة، وكانت أول عمل تولاه، فلما قرب منها قال للدليل: «أين تبالة؟ وعلى أي سمت هي؟» فقال: «ما يسترها عنك إلا هذه الأكمة.» فقال: «لا أراني أميرا على موضع تستره عني هذه الأكمة، أهون بها ولاية!» وكر راجعا.
وبعد مسيرة يوم من تبالة شطر الجنوب يمر السائر بوادي بيشة، وهو واد خصيب آهل، به نخيل كثير، على بعد 240 ميلا إلى الجنوب الشرقي من مكة، وفيه عدة قرى أكبرها بيشة، وكان به مأسدة، فقال العرب: أسود بيشة، كما قالوا: أسود خفان، وأسود الشرى.
قال حسان:
كأنهم في الوغى والموت مكتنع
أسود بيشة في أوضاعها فدع
وقال السمهري:
وأنبئت ليلى بالغريين سلمت
علي ودوني طخفة ورجامها
فإن التي أهدت على نأي دارها
سلاما لمردود عليها سلامها
Bog aan la aqoon