Macaani iyo Dhiddibo
المحاسن والأضداد
Daabacaha
دار ومكتبة الهلال
Goobta Daabacaadda
بيروت
أحاديث الجنس
الدبيب «١»: قال الأصمعي: «أخبرني رجل من بني أسد أنه خرج في طلب إبل قد ضلت؛ فبينا هو يسير في بلاء وتعب، وقد أمسى في عشية باردة، إذ رفعت له أعلام، قال: فقصدت بيتًا منها، فإذا أنا بامرأة جميلة ذات جزالة، فسلمت فردت علي السلام، ثم قالت: أدخل، فدخلت، فبسطت لي، ومهدت، وإذا في حرجها صبي أطيب ما يكون من الولدان.
فبينا هي تقبّله، إذا أقبل رجل أمام الإبل، دميم المنظر، ضئيل الجسم، كأنه بعرةٌ دمامةً واحتقارًا، فلما بصر به الصبي، هش إليه وعدا في تلقائه، فاحتمله وجعل يقبله ويفديه، فقلت في نفسي: أظنه عبدًا لها. فجاءني ووقف بباب الخيمة وسلم، فرددت ﵇؛ فقال: «من ضيفكم هذا»؟ فأخبرته، فجلس إلى جانبها، وجعل يداعبها، فطفقت أنظر إليها تارةً، وإليه أخرى، أتعجب من اختلافهما، كأنها الشمس حسنًا، وكأنه القرد قبحا، ففطن لنظري، وقال: «يا أخا بن أسدٍ، أترى عجبًا»؟ قال:
«تقول أحسن الناس وجهًا، وأقبح الناس وجهًا، فليت شعري كيف جمع بينهما؟ أخبرك كيف كان ذلك»؟! قلت: «ما أحوجني إلى ذلك» ! قال: «كنت سابع أخوتي كلهم، لو رأيتني معهم ظننتني عبدًا لهم وكان أبي وأخوتي كلهم أصحاب إبل وخيل، وكنت من
1 / 303