156

Maghanim

المغانم المطابة في معالم طابة

Daabacaha

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Noocyada

العالمين، ولا يُؤْمِن عبد حتى يكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين (^١)، ومن كان كاملًا في محبته له وغرامه، كانت زورته منتهى قَصْدِه وأقصى مَرامِه، لا ينفك عن التوجه إليه [بذاته] (^٢) ولا تبرح في برج الأشواق ذاته وصفاته: أُحِبُّ رسول الله شوقا وصبوة … لعلي غدًا عن حوضه لا أُخلأُ أَحِنُّ إلى تقبيلِ مَوْطِئِ نَعْلِهِ … ومن لي بأن أُروى بما منه أظمأُ أُعد لأهوال القيامة حُبَّه … وحسبي فلي منه ملاذٌ وملجأ (^٣) ثمَّ إنَّه يُربِّي شَوْقَه وصبابَته، ويُقوِّي وَجْدَه وخِلابتَه (^٤)، ويُتَمِّمُ لاعِجَه (^٥) وشَجْوَه (^٦)، حتى يبادر إلى أن يَقْصِدَ قَصْدَه، ويَنْحُوَ نَحْوَه، فالشوق إلى لقائه، وطلبُ الوصول إلى فِنائه، من أظهر علامات الإيمان، وأكبر وسائل الفوز يوم الفزع الأكبر بالأمن والأمان.

(^١) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين». … أخرجه البخاري، في الإيمان، باب حب الرسول ﷺ من الإيمان، رقم:١٥، ومسلم، في الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله ﷺ أكثر من الأهل والولد والوالد، رقم:٤٤. (^٢) جاءت الكلمة مرسومة هكذا (نواته) وجعل الناسخ عليها حرف " ط " صغير، وهذه عادته في الكلمات التي لم يتمكن من قراءاتها. وماأثبتناه أقرب للسياق. (^٣) ذكر المؤلف قدرًا وافرًا من الأشعار في مديحه ﷺ، ولم يعزها لأحد، والظن أنها -أوبعضها - له وبعضها الآخر أخذها من مصادر كانت موجودة في عصره، وقد بذلنا جهودًا كبيرة في مراجعة المصادر المتاحة من معاجم اللغة، وكتب الأدب، ودواوين الشعر والمدائح النبوية ولم نجدها. (^٤) الخِلابة من الخَلبْ، وهو سلب الفؤاد من شدة الحب. اللسان (خلب) ١/ ٣٦٤. (^٥) اللاعج: الهوى المُحرِق، يقال: هوى لاعج، لحرقة الفؤاد من الحب. اللسان (لعج) ١/ ٣٥٧. (^٦) الشَّجْو: الهَمُّ والحزن. اللسان (شجو) ١٤/ ٤٢٢.

1 / 157