106

Maghanim

المغانم المطابة في معالم طابة

Daabacaha

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Noocyada

«أن رجلًا زارَ أخًا لهُ في قريةٍ، فأرصدَ الله تعالى على مَدْرَجَتِهِ (^١) ملَكًا ..» الحديثَ (^٢). فإذا كان هذا في حقِّ مَنْ أثبتَ وصفُ الإيمانِ أُخُوَّتَه، فكيف (^٣) في حقِّ من رفعَ الله تعالى على نُبوَّةِ كلِّ نبيٍّ نبوَّتَه، وأَعْلَى عَلَى كلِّ درجةٍ درجتَه، وأسمى فوقَ كلِّ مَصْعَدةِ مَرْقى علوٍّ منْزلَتَهُ ورفعتَه، سيدِ الخلقِ، وسيدِ الإخوانِ، ومَنْ يَفْضُلُ على أمته من عظم قوته بإثبات أخوته، مع جمالِ شأنهِ وكمالِ رتبتهِ، فقال: «واشَوْقًا إلى لِقَاءِ إِخْوَانِي» فقال الصحابة ﵃: أَلسنَا إخوانَكَ يا رسولَ اللهِ؟ فقال ﷺ: «أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وإِنَّما إِخواني الذينَ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي ..» الحديث (^٤). وقال ﷺ لعمرَ ﵁ لمَّا أرادَ أن يعتمرَ: «اذْكُرْنِي في دُعَائِكَ يا أخي». (^٥)

(^١) المدْرَجَةُ- بفتح الميم والراء- هي: الطريق، سميت بذلك؛ لأن الناس يدرجون عليها، أي: يمضون ويمشون. شرح صحيح مسلم للنووي ١٦/ ١٢٤. (^٢) تمام الحديث: … «فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تَرُبُّها؟ قال: لا، غيرَ أني أحببته في الله ﷿، قال: فإني رسولُ الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه». أخرجه مسلم في البر والصلة، باب في فضل الحب في الله، رقم ٢٥٦٧. (^٣) هذا لادليل عليه في إثبات مشروعية شد الرحال لقبر من القبور وإنما هو في زيارة حيٍّ لحيٍّ أو أحياء، والأولوية هنا ليست في محلها إذ ليس في الحديث أي ذكر لشد الرحال لزيارة القبور لامن قريب ولامن بعيد فكيف على هذا يقاس؟!. (^٤) جزء من حديث طويل عن أبي هريرة ﵁: أخرجه مسلم، في الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، رقم:٢٤٩، وفيه: «وددت أنا قد رأينا إخواننا» بدل: «واشوقًا إلى لقاء إخواني». وأخرجه مالك، في الطهارة، باب جامع الوضوء، ١/ ٢٨ - ٣٠، والنسائي في الطهارة، باب حلية الوضوء، ١/ ٩٣ - ٩٥. (^٥) عن عمر بن الخطاب ﵁: أخرجه أبو داود، في الصلاة، باب الدعاء، رقم:١٤٩٣، وفيه: «لاتنسنا ياأخي من دعائك» بدل: «اذكرني في دعائك ياأخي». … وأخرجه الترمذي، في الدعوات باب رقم ١١٠، حديث رقم ٣٥٦٢ وفيه: «أي أخي اشركنا في دعائك ولاتنسنا». وأحمد ٢/ ٤٠٨. وغيرهم. … قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. في سنده: عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو ضعيف.

1 / 107