القاضى صاحب أبى حنيفة وآخرين كثيرين جدًا.
روى عنه البخارى، ومسلم، وأبو داود، والحسن بن الصباح البزار، وابن عمه حنبل، وخلف بن هشام البزار، وهو أكبر منه، وابنه صالح بن أحمد، وابنه عبد الله بن أحمد، وأبو بكر بن أبى الدنيا، وأبو زرعة الدمشقى، وعبد الرحمن دحيم، وهو من أقرانه، وعبد الرحمن بن مهدى، وهو من شيوخه، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوى، وهو آخر من حدث عنه، وأبو زرعة الرازى، وعلى بن المدينى، ومات قبله، وقتيبة بن سعيد، وهو من شيوخه، ومحمد بن إدريس الشافعى، وهو من شيوخه، وأبو الوليد الطيالسى، وهو من شيوخه، ويحيى بن معين، ومات قبله، ويزيد بن هارون، وهو من شيوخه وآخرون كثيرون جدًا.
وقال صالح بن أحمد: سمعت أبى يقول: ولدت فى سنة أربع وستين ومائة من أولها من ربيع الأول. وتوفى أبوه محمد بن حنبل وله ثلاثون سنة فوليته أمه، يعنى كان سن أبيه حين توفى ثلاثين سنة، وأما أحمد فكان طفلًا حين توفى أبوه، ولذلك وليته أمه، وكان أحمد شيخًا مخضوبًا طوالًا أسمر شديد السمرة. وقال محمد بن العباس بن الوليد النحوى: سمعت أبى يقول: رأيت أحمد بن حنبل رجلًا حسن الوجه، ربعة من الرجال يخضب بالحناء خضابًا ليس بالقانى، فى لحيته شعرات سود، ورأيت ثيابه غلاظًا، إلا أنه بيض، ورأيته مقيمًا وعليه إزار.
وقال صالح بن أحمد: قال أبى: طلبت الحديث وأنا ابن ست عشرة سنة، ومات هشيم وأنا ابن عشرين سنة، وأنا أحفظ ما سمعت منه، ولقد أثنى عليه جماعة من أكابر المحدثين وأفاضل الناس، فقال وكيع وحفص بن غياث: ما قدم الكوفة مثل ذاك الفتى، يريد أن أحمد بن حنبل، وكان يزيد بن هارون يعظمه أشد تعظيم، وكان يقعده إلى جانبه، ومرض أحمد فركب إليه وعاده. وقال محمد بن سهل: ذكر عبد الرزاق يحيى بن معين، فقال: ما رأيت مثله، ولا أعلم بالحديث منه من غير سرد، فأما على بن المدينى، فحافظ سراد، وأما أحمد بن حنبل، فما رأيت أفقه منه ولا أروى.
وقال يحيى بن آدم: أحمد بن حنبل إمامنا. وقال الشافعى: خرجت من بغداد وما خلفت بها أفقه ولا أزهد ولا أورع من أحمد بن حنبل. وقال الحسن بن الربيع: ما شبهت أحمد بن حنبل إلا بابن المبارك فى سمته وهيئته. وقال قتيبة: لولا الثورى لمات الورع، ولولا أحمد بن حنبل لأحدثوا فى الدين. وعنه أحمد بن حنبل إمام الدنيا. وقال أبو داود السجستانى: سمعت العباس بن عبد العظيم العنبرى يقول: رأيت ثلاثة
1 / 35