94

Mafhum Tajdid al-Din

مفهوم تجديد الدين

Daabacaha

مركز التأصيل للدراسات والبحوث

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Goobta Daabacaadda

جدة - المملكة العربية السعودية

Noocyada

وقد انتقد الكتاب عدد غير قليل من العلماء، ووضعت كتب في نقده وبيان أخطائه (١). ومع الاعتراف بأن في الكتاب خيرًا كثيرًا إلا أن نواحي النقص والضعف في الكتاب التي أشار إليها هؤلاء تنحصر في هذه الجملة من كلام الذهبي (ت ٧٤٨ هـ) قال: "أما الإحياء ففيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خير كثير لولا ما فيه من أدب ورسوم وزهد من طرائق الحكماء، (يعني: الفلاسفة) وتبحر في الصوفية" (٢). فهذه ثلاثة مآخذ على كتاب الإحياء: اشتماله على أحاديث ضعيفة بل موضوعة، واشتماله على أقاويل من الفلاسفة، وما فيه من غلو في بعض الموضوعات مما استمده من التصوف المنحرف (٣). وبسبب ثقة الناس في الغزالي راجت هذه الأحاديث الواهية، ودخلت آراء فلسفية وسلوكيات باطلة، في الدين مستترة بثوب التصوف. ويستمر الذهبي ناصحًا بالإقبال على الأصول الكتاب والسُّنَّة قائلًا: "فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله وبإدمان النظر في الصحيحين وسنن النسائي ورياض النووي وأذكاره تفلح وتنجح فكل الخير في متابعة الحنيفية السمحة" (٤). ومع أن الغزالي أقبل على التصوف بكليته ومع ما أخذ عليه من مزالق في ذلك، إلا أنه بنفسه قد انتقد بعض المظاهر في التصوف نقدًا مرًا. ومن أمثلة ذلك ما جاء في كتابه "المقصد الأسنى" من بيان أن بعض المتصوفة فهموا أن

(١) من تلك الكتب "الكشف والإنباء عن كتاب الإحياء" لأبي عبد الله المازري الفقيه (ت ٥٣٦ هـ)، وكتاب "إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء" لابن الجوزي (ت ٥٩٧ هـ) ومن الذين نقدوا الكتاب أبو بكر الطرطوشي (ت ٥٢٠ هـ)، وشمس الدين أبو عبد الله الذهبي (٧٤٨ هـ)، وتقي الدين ابن الصلاح (ت ٦٤٣ هـ)، وابن تيمية (ت ٧٢٨ هـ). انظر: "سيرة الغزالي" الصفحات ٦٠، ٧٣، ٧٥، ٧٩، ١١١. (٢) "سيرة الغزالي" ص ٧٩. (٣) اعتنى جماعة بتخريج أحاديث الإحياء وبيان صحيحها من موضوعها، ومن أولئك: زين الدين العراقي، وكتابه مطبوع "بذيل كتاب الإحياء". وقد اختصر ابن الجوزي كتاب "الإحياء" في كتاب عنوانه "منهاج القاصدين" حاول فيه تهذيب الكتاب مما فيه من نواحي النقص. (٤) المصدر نفسه ص ٩٧.

1 / 90