52

Mafatih

المفاتيح في شرح المصابيح

Baare

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Daabacaha

دار النوادر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Goobta Daabacaadda

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

Noocyada

ممن يواظب على تتبُّعِ الحديث. وكان أميرُ المؤمنين عليّ بن أبي طالب ﵁ إذا نسي شيئًا ممَّا سمعه من رسول الله ﷺ، ثم سمعه من رجل يحلَّفُ الرجلَ الذي سمع منه ما سمعه من رسول الله ﷺ، ثم نسيه، وإنما فعل هذا للاحتياط في صحة الأحاديث. وكلُّ ذلك تصريحٌ منهم بأنه لا يجوز إلا قَبولُ ما صحَّ من الحديث، بل لا ينبغي لمن له ديانة أن يقول قولًا أَو يفعل فعلًا ليس له عليه حجةٌ. وينبغي أن يبحث الرجلُ عن حال من يروي عنه أنه صاحبُ عقيدة مرضية في الشرع، وصاحب تقوى وصدق وديانة، فإن كان كذلك يروي عنه، وإلا فلا. وكذلك يبحث عن سِنِّه هل يحتمل سنه روايةَ من يروي عنه، وسماع الحديث منه؟ فإن لم يحتمل، فلا يروي. النوع الثاني: الحديث الموقوف وهو: ما يكون إسناده متصلًا إلى الصحابي، فلمَّا وصل إلى الصحابي لا يقول الراوي من الصحابي: إنه قال الصحابي: قال رسول الله ﷺ كذا، وسمعت من رسول الله ﷺ كذا، بل يقول الراوي: إن فلانًا الصحابي يقول كذا، أو يفعل كذا، أو يأمر بكذا، وما أشبه ذلك. ومن الموقوف ما يقول الصحابي: كان أصحاب رسول الله ﷺ يفعلون كذا، ويقولون كذا، ويأمرون بكذا. النوع الثالث: الحديث المرسل، وهو: ما يكون إسناده متصلًا إلى التابعي، فلما وصل إلى التابعي يقول التابعي: قال رسول الله ﷺ كذا، أو فعل رسول الله ﷺ كذا. واختلف في أن الحديث المرسل هل هو محتج به أم لا؟ وأقوى المراسيلِ مراسيلُ سعيد بن المسيب؛ لأنه كان فقيهًا صاحب فتوى، وأبوه صحابي من أصحاب الشجرة، وقد أدرك سعيدٌ عمر، وعثمان،

1 / 6