303

Mafatih

المفاتيح في شرح المصابيح

Tifaftire

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Daabacaha

دار النوادر

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Goobta Daabacaadda

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

Noocyada

وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾ الآية"، رواه أبو هريرة ﵁.
قوله: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم"؛ يعني: إن تحدث اليهود بشيء من التوراة، أو النصارى بشيء من الإنجيل، وقالوا: في التوراة كذا، وفي الإنجيل كذا = (لا تصدقوهم)؛ يعني: لا تقولوا: إنه حق؛ لأنه يحتمل أن يكون كذبًا، (ولا تكذبوهم)؛ أي: لا تقولوا: إنه كذب؛ لأنه يحتمل أن يكون صدقًا، بل إذا سمعتم منهم شيئًا من هذا فقولوا: " ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ ".
(الأسباط) جمع سِبْط، يُقال لجماعة ولدوا مِنْ ولدِ من أولاد يعقوب ﵈: سبط، كما يقال لجماعة ولدوا مِنْ ولد مِنْ أولاد إسماعيل ﵇: قبيلة.
يعني بهذه الآية في هذا الحديث: أن ما يقول اليهود والنصارى إن كان حقًا آمنّا، لأنا آمنا بجميع الرسل وما أنزل إليهم من الله تعالى، وإن لم يكن حقًا فلا نؤمن به ولا نصدقه أبدًا.
* * *
١١٨ - وقال: "كفَى بالمَرءِ كَذِبًا أَنْ يُحدِّثَ بكلَّ ما سَمِعَ"، رواه أبو هريرة ﵁.
قوله: "كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع"، (كذبًا) منصوب على التمييز، (أن يحدث) فاعل (كفى)، و(بالمرء) مفعوله.
يعني: لو لم يكن للرجل كذبٌ إلا تحدثه بكل ما سمع من غبر تبيُّنِهِ أنه صدق أم كذب = يكفيه وحسبه من الكذب؛ لأن الرجل إذا تحدث بكل ما سمع

1 / 259