267

Mafatih

المفاتيح في شرح المصابيح

Tifaftire

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Daabacaha

دار النوادر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Goobta Daabacaadda

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

Noocyada

صلَّى صلاةً إلاَّ تعوَّذَ مِنْ عذابِ القبرِ.
قولها: "أعاذَكِ الله"؛ أي: حفظَكِ الله من عذاب القبر، وإنما علمت اليهوديةُ كونَ العذاب في القبر؛ لأنها قرأتْ ذلك في التوراة، أو سمعتْ ذلك ممن قرأ في التوراة.
قوله: "فسألت عائشةُ ﵂ رسولَ الله ﵇ عن عذاب القبر"؛ يعني: لم تعلم ولم تسمع عائشةُ أن العذابَ يكون لأحدٍ في القبر، ولم تعلم أن اليهوديةَ هل هي صادقةٌ في ذلك أم لا، فسألتْ رسولَ الله ﵇ عن قول اليهودية ذلك: هل هو حق أم لا؟ ومعنى (الحق) هنا: الصدق.
وقول عائشة ﵂: "فما رأيتُ رسولَ الله ﵇ بعدُ صلَّى صلاةً إلا تعوَّذَ من عذاب القبر"، (بعدُ) بضم الدال، تقديره: بعدما سألتُه عن عذاب القبر، حُذف المضاف إليه وبني (بعد) على الضم؛ يعني: عائشة ﵂ لم تسمع رسولَ الله ﵇ تعوَّذ من عذاب القبر قبل أن سمعتْ عائشة قولَ اليهودية، وبعدما سألتْ رسولَ الله ﵇ تعوَّذَ من عذاب القبر كانت تسمعُ رسولَ الله ﵇ يتعوَّذ من عذاب القبر خلفَ كلِّ صلاةٍ؛ ليثبتَ في قلب عائشة ﵂ وغيرها أن عذابَ القبرِ حقٌّ، وليخبرَ بعضُ الصحابة بذلك بعضًا، وليشتهرَ ذلك بين الأُمَّة، فيحتمل أن النبي ﵇ لم يُوحَ إليه شيءٌ في عذاب القبر قبل أن تسألَه عائشةُ ذلك، فلأجل هذا لم يتعوَّذ من عذاب القبر قبلَ ذلك، فلمَّا سألتْه عائشةُ ذلك أَوحى الله إليه، وأُمر بالتعوُّذ جهرًا ليتعلمَ الناسُ التعوُّذَ من عذاب القبر، ويحتمل أن يكون رسولُ الله ﵇ يتعوَّذ من عذاب القبر قبلَ أن تسألَه عائشة ذلك، ولكن يتعوَّذ سرًّا، وما سمعتْه عائشةُ، فلما سألتْه عائشةُ ذلك كان ﵇ يتعوَّذ من عذاب القبر جهرًا؛ لإعلام الناس ذلك، وهذا الاحتمالُ أصوبُ.
* * *

1 / 223