230

وروي عن حماد بن عثمان قال : دخلت على الصادق (عليه السلام) ليلة احدى وعشرين من شهر رمضان فقال لي : يا حماد اغتسلت ، فقلت : نعم جعلت فداك، فدعا بحصير ثم قال : الي لزقي فصل فلم يزل يصلي وأنا اصلي الى لزقه حتى فرغنا من جميع صلواتنا، ثم أخذ يدعو وأنا اءمن على دعائه الى أن اعترض الفجر، فأذن وأقام ودعا بعض غلمانه فقمنا خلفه، فتقدم فصلى بنا الغداة، فقرأ بفاتحة الكتاب وانا انزلناه في ليلة القدر في الاولى، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وقل هو الله احد، فلما فرغنا من التسبيح والتحميد والتقديس والثناء على الله تعالى والصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والدعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات خر ساجدا لا أسمع منه الا النفس ساعة طويلة، ثم سمعته يقول لا اله إلا انت مقلب القلوب والابصار، الى آخر الدعاء المروي في الاقبال.

وروى الكليني انه كان الباقر (عليه السلام)اذا كانت ليلة احدى وعشرين وثلاث وعشرين أخذ في الدعاء حتى يزول الليل (ينتصف) فاذا زال الليل صلى . وروى ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يغتسل في كل ليلة من هذا العشر، ويستحب الاعتكاف في هذا العشر وله فضل كثير وهو أفضل الاوقات للاعتكاف، وروي انه يعدل حجتين وعمرتين، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اذا كان العشر الاواخر اعتكف في المسجد وضربت له قبة من شعر وشمر المئزر وطوى فراشه واعلم ان هذه ليلة تتجدد فيها أحزان آل محمد وأشياعهم ففيها في سنة أربعين من الهجرة كانت شهادة مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه .

Bogga 364