============================================================
1308مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار صاحب الكمال ليمتاز حال صاحب الكمال عن حال صاحب المبدا ويغسل صاحب المبدا بماء المعبود لغفران الخطايا: فالدنيا إذأ مبدا والآخرة كمال، ومن لا مبدأ له لاكمال له: والدنيا مزرعة والآخرة مرفعة، وما لم تزرع البذر كيف ترفع الريع؟! والدنيا جسر إلى ل الآخرة؛ وكانت الدنيا مهبطا لآدم ومستقرا ومتاعا إلى حين، وكانت الآخرة مصعدا لذريته الطاهرين واتباعهم المؤمنين، ودار قرار ومعين؛ فهذه اثنتا عشرة حكمة جرى بها القلم وهي مبتنية على قواعد متينة ولايعقلها إلا العالمون.
قوله -جل وعزح: يا بني إشرائيل إذكروا نغمتي التي أنعمت عليكم وأؤفوا بعقدي أوف بعفدكم وإياي فارهبون)) النظم ان الله سبحانه لما استوفى في حال آدم وقصته، وجعلها معيارا وميزانا لحال من بعده، وكانت اليهود في إنكارهم نبوة المصطفى -صلوات الله عليه وآله - أشبه حالا بإبليس في إنكاره سجود ادم بخلافته، صرف الخطاب إلى بني إسرائيل وذكرهم النعم التي أنعم بها عليهم وهو ما ذكرهم موبسى - عليه اللام - حين قال -134آ-: (أذكروا نغقة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا ) وكانت النعمة هي النبوة والملك وبهما فضلوا على العالمين.
التفسير] قال أهل التفسير: يعني يا أولاد يعقوب وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - عليهم السلام - واسرائيل هو يعقوب، وهو اسم عجمى لا اشتقاق له؛ وقد قيل: "الآسرا" الخالص من كل شيء، و"إيل" اسم الله؛ فمعناه صفوة الله.
وعن ابن عباس قال: معنى إسرائيل عبد الله كما قيل في جبرئيل : إنه عبد الله.
وقيل: معناه قائد الله؛ وقيل: إنما شمي إسرائيل لأنه كان يسري بالليل خوفا من أخيه عيص، وقصته آنهما كانا توامين؛ فزاحمه عيص في الرحم؛ فخرج قبله؛ وخرج يعقوب ليتهنل
Bogga 374