348

============================================================

1282مفاتيح الآسرار ومصابيح الأيرار وخمسون سنة؛ وقال الحسن: مكت في الجنة ساعة، وتلك الساعة من سنيكم مائة وثلاثونا سنة، وقال الكلبى: ثم بعث الله ملائكته من السماء إلى ادم ومعهم سرير من ذهب؛ فحملوه على السرير كما يحمل الملك حتى صعدوا به إلى السماء من يوم الجمعة؛ فدخل الجنة ضحوة.

واختلفوا في زوج ادم متى جعلها الله له أقبل دخوله الجنة أم بعده؛ وظاهر التنزيل يدل على أنهاكانت قد جعلت له قبل دخول الجنة: (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة) وقال محمدبن إسحاق: إنها خلقت من ضلعهقبل دخوله الجنة ثم أدخلا معا الجنة؛ وقال ابن عباس وجماعة: إنها خلقت بعد أن أسكن آدم الجنة.

واختلفوا في أن الملائكة أمروا بالسجود لآدم في الأرض أم في الجنة على قولين: أحدهما: وهو الأصح أنه كان في الأرض، لقوله سبحانه: (فإذا سؤئته ونقخت فيه من روجي فقعواله ساجدين".

والثاني: أنهم أمروا بالسجود في الجنة: فلما استكبر إبليس من السجود أخرجه الله منها ومعنى قوله: (أشكن أنت وزوجك الجنة) أي اتخذ الجنة مأوى ومنزلا، كأنه قيل: انزل أنت وزوجك الجنة فقد أبحنا لك جميع ما فيها: وقوله: (أنت)1 تأكيد للضمير الذي في الفعل، وإنما أكد به ليحسن العطف عليه؛ فإن العرب لاتكاد تعطف إلا على ظاهر، تقول: اخرج أنت وزيد؛ وقل ما تقول: اخرج وزيد، إلا نادرا، كقوله: (أ إذا مثنا وكنا ترابا وعظاما)، والكل حسن.

وقوله: (وزوجك) لفظه مذكر -122 ب ومعناه مؤنت، وذلك أن الاضافة تلزم هذا الاسم في أكثر الأمر، وكأن طرح الهاء أخف مع الاستغناء بدلالة الإضافة: والمراد بقوله: (الجنة) جنة الخلد من جهة أن التعريف فيها بالألف واللام يجعلها كالعلم على جنة الخلد ، ولابجوز العدول عنها بغير دلبل؛ وهذا مذهب عامة المفسرين الصحابة والتابعين.

وقالت القدرية:" إنها أكلت من بساتين الدنيا. قالوا: ولو كانت الجنة التي هي الخلد لما 1. في الهامش عنوان: النحو.2. في الهامش عنوان: التفير.

ليتهنل

Bogga 348