311

============================================================

(و هو بكل شيء عليه" أي عالم بكل شيء لا يخفى عليه شيء؛ وهذا لايدل على أن كل معلوم يجب أن يكون شيئا، بل كل شيء يجب أن يكون معلوما.

قال الققال1 في قوله: (اشتوى إلى السماء) يحتمل أن يكون [المراد] بها الجمع: ويحتمل أن يكون المراد به الشيء العالي الذي منه خلق السماوات؛ فيكون المعنى على الوجه الأول: ثم قصد لخلق السماوات، فجعلها سبعا على ما هي عليه؛ وفي الوجه التاني: ثم قصد إلى الدخان العالي المرتفع فوق الآرض، فخلق منه سبع سماوات؛ ومجاز هذا الوجه ثم استوى إلى ماكان يصير في العاقبة سماء، فسواه سماوات سبعا، وقد يقال للرجل تدفع إليه العمل: اعمل هذا الثوب؛ فيستى ثوبا قبل النسج، وقيل: هذا خطاب وقع بعد خلق السماء: فيكون المعنى: ثم قصد إلى السماء التي ترونها.

الأسرار قال الذين عندهم علم القرآن: ليس شيء من تأويلات المتكلمين ما يناسب معاني القرآن، ومن عرف لسان القران بتعريف اهله لم يشتبه عليه شيء من متشابهاته ومحكماته: فلا الخلق في القرآن على معنى ما اصطلح عليه المتكلم وهو الايجاد بعد العدم، ولا الاحداث في قوله: (ما يأتيهم من ذكر من ربهم مخدث) بمعنى الموجد عن عدم: ولاالقديم في قوله: (كالعرجون القديم) بمعنى ما لا أول لوجوده، ولا (الحى القيوم) بعنى أنه حي بحياة أو حي بذاته: وكذلك سائر الأسامي والصفات، بل تلك اصطلاحات أخر أخذوها من الفلاسفة ونقلوها من كتبهم واصطلحوا عليها إما على اصطلاحهم أو على غير ذلك.

والسلف كلهم تنكبوا تلك العبارات، وأهل القرآن عرفوا لسان القرآن، فلم يجر على خاطرهم ما يوجب تشبيها أو تعطيلا، ولا على لسانهم ما يقتضي غلوا أو تقصيرا، وليس في لفظ الاستواء على العرش أو الاستواء إلى السماء كثير إنكال لم يوجد في المجيء والاتبان و الشغل والفراغ والرضا والسخط وغيرها، وإنما الإشكال فيها أنه ابتدأ بخلق ما في الأرض 1. في الهامش عنوان: المعاتي.

ليتهنل

Bogga 311