============================================================
تفسير سورة البقرة /243 واستوى قصد، واستوى استولى، واستوى علا. قال: وإنما قيل للقصد إلى الشيء استواء لأن الاستواء يسمى قصدا، يقال أمر قاصد وعلى قصد اي على استقامة واستواء: ولما سمي القصد استواء: سمي الاستواء قصدا . قال الله تعالى: (فمنفم مقتصد) أي مستو مستقيم: ويقال للطريق المستوي: سواء الطريق وقصد الطريق؛ وهذا الذي ذكره [ليس له دلالة على الآية]1 لأن القصد الذي يفسر استوى إلى السماء به هو الآرادة، وقصد الطريق بمعنى اخر: فاستبهم عليه الأمر لاشتراك الاسم.
. ولقم" للتراخي والتأخير، يرجع إلى خلق السماء لا إلى القصد والارادة، ويحتمل أن يكون تقديره ثم أخبركم بأنه استوى إلى السماء؛ والوجهان ضعيفان غير أن التراخي في الفعل جائز، لكن التراخي في القصد، وهو عند "المتكلم" صفة؛ فلايجوز التراخي فيه؛ لأنه يوجب الحدوث، ومن فسر الاستواء بالاقبال والفعل على توسع كلام العرب فتم يصح معناه وقال قائلون: استوى بمعنى علاوارتفع، ومنه قوله تعالى: (لتستوواعلى ظهوره) وقال قائلون: استوى امره وصتيعه؛ وهذا قول الحسن ورواية جويبر عن الضحاك، قال: استوى امره فوق بريته وقهرهم بسلطانه: وقال الكلبي: استوى إلى السماء، أي صعد. قال بعضهم: يعني صعد أمره: وقال ابن جريج: استوى بمعتى علا وارتفع يدبر الأمر فيها: وقيل: الاستواء بمعنى الاقتدار والقهر، قال الشاعر: قلما علونا واستوينا عليهم جعلناهم صرعى لنسر وكابر وقيل: الاستواء بمعنى الاستقامة والاعتدال يقال: استوى الرجل إذا قام واعتدل وتمت قواه. قالوا: وهذا الوجه لايصح إطلاقه في حق الباري تعالى؛ وقيل: إنالاستواء إظهار فعل في السماء سماه استواء، وهذا القول ممالايفهم معناه: وهذا كله تسوية آيات القرآن على المذاهب. فمن اثبت الجهة لله تعالى من المتكلمين -104 ب - يفسر الاستواء بالعلو والصعود: ومن نفى الجهة فسره بالقصد؛ والأمر والقصر؛ وليس الاستواء في اللغة بأعجب من الاتيان والمجيء في قوله: (وجاء ربك) و (أتى الله بثيانهم)؛ ومن عرف كلاما 1. هذه العبارة ساقطة من الأصل وأضفناها كما يقتضى السياق.
ليتهنل
Bogga 309