============================================================
1244مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار "أولئك هم الخاسرون)1 أي الناقصون أنفسهم حظوظها بكفرهم؛ فخسروا نعيم الجنة بان حرموها أنفسهم وخسروا حسناتهم؛ فأحبطها الله بكفرهم؛ والخسران في التجارة هو ذهاب رأس المال أو نقصانه، ثم قيل لكل صائر إلى مكروه خاسر لنقصان حظه من الخير: والقوم نقصوا بكفرهم راحة أنفسهم التي كانت لهم لو امنوا: فاستحقوا العقوبة وفاتتهم المثوبة.
قال ابن عباس: يهذا الدين خسروا أنفسهم وصاروا إلى النار. قال الكلبي: يعنيا المغبونين في العقوبة، وذلك أنه ليس مؤمن ولاكافر إلا وله أهل ومنزل وخدم ونعم في الجنة، فإن أطاع الله أتى منزله وأهله وخدمه في الجنة؛ فذلك قوله: (أوليك هم الوارثون)؛ وقال في صفة الكافرين: (قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم). قال مجاهد: فالمؤمن يبني بيتا في الجنة ويهدم بيته في النار، والكافر على الضد؛ وقال بعضهم: الخاسرون الهالكون (فما تزيدتنى غير تخسير) أي الهلاك؛ وقال: سمي الكافر خاسرا لأن أعماله لاتعود عليه بنفع. قال الله تعالى: (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يختسبون).
الأسرار قال الموفون بعهد الله: إن الله تعالى ذكر الفاسقين ثم عرف أحوالهم وحصرها في ثلاث خصال: نقض عهد الله من بعد ميثاقه، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، والفساد في الأرض.
فيدا اسمهم في الدنيا بالفاسقين وختم اسمهم في الآخرة بالخاسرين.
أما الخصلة الأولى فنقض عهد الله، وهو كل عهد استوثقه الله تعالى في كتابه، وفيه وم وخصوص.
العهد الأول قوله تعالى: (ألم أغهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مشتقيم). فعهد الله هاهنا نفي عبادة الشيطان بالاشراك به، والنهى عنها، والنبرؤ منه وإنيات عبادة الرحمن بالتوحيد له والاخلاص في توحبده، والنبري من الالحاد والشك في آمره.
1. في الهامن عنوان: اللغة.2. في الهامش عنوان: التفسير.
ليتهنل
Bogga 300