============================================================
تفبر سورة البقرة /193 خلقية تبصر في العالم وتعقل؛ والنبي -صلى الله عليه وآله - إنما بعث ليسمع الآيات الأمرية في القران، وليري الآيات الخلقية في العالم. فمن ألقى إليه سمعه وبصره ليسمع ويبصر خلق الله تعالى له سمعا وبصرا 815ب آخر بواسطة الرسول وحسن القبول وقال: (إن تشمع إلا ن يؤمن بآياتنا )، ومن أعرض عنه فلم يسمع منه الآيات الأمرية ولم يبصر ببصيرة الآيات الخلقية سلب الله تعالى عنه سمعه وبصره فقال: (إنك لاتشمع الموتى ولاتشمع الصم الدعاء إذا ولوا مذبرين" وقال: "لهم قلوب لايفقهون بها) الآية.
وسر آخر: أن من لم يقل بالسمع فليس له أن يتكلم فكان البكم به أولى، ومن لم يقل بالعقل فليس له أن يبصر وكان العمى به أولى، ولكل الة من هذه الآلات مبدأ وكمال. فمبدأ السمع أن يسمع الأصوات والحروف، وكماله أن يفهمها ويقبل الحق منها ويرد الباطل؛ ومبدأ اللسان أن يتكلم بالحروف والكلمات، وكماله أن يقول الصدق ويترك الكذب؛ ومبدأ البصر أن يرى الألوان والأشكال، وكماله أن يعتبرها فيختار الهدى ويجتنب الضلال. فإذا كانت المبادي والكمالات مجتمعة لهذه الآلات كانت هي موجودة في العالمين؛ وإن كانت الكمالات متخلفة عن المبادي صارت المبادي معدومة أوكالمعدومة. فعبر التنزيل عن قوما هذه أحوالهم بأنهم: (صم بكم عمي فهم لايغقلون) لتعرف أنهم في الحال كذلك وفي المال يحشرون على مثال ذلك.
قوله -جل وعز-: أؤكصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبزق يجعلون أصابعهم في 459 اذانهم من الصواعق حذر المؤت والله محيطبالكافرين(14) النظم لما ضرب الله تعالى مثلا للمنافقين في أحوالهم أكد ذلك المثل بمثل آخر أوضح من الأول وأدل على أحوالهم في الحال والمآل، وأبين لأحكام الدين والقرآن في حقهم و تقديره: "مثلهم كمثل الذي اشتوقد نارا* ومتل أحوالهم وأحكام الدين: (كصيب من السماء )؛ والفرق بين المنلين أن المثل الأول تشبيه الأشخاص بالأشخاص، والنانى تشبيه ليتهنل
Bogga 259