254

============================================================

188مفاتيح الأسرار ومصابيح الايرار التفسير وأما تفسير الآية، قال قتادة والضحاك وعطاء الخراساني والحسن وابن عباس في رواية الوالبي والكلبي: إن الآية نزلت في المنافقين؛ يعني مثل هؤلاء المنافقين في نفاقهم كمتلا رجل أوقد نارا في ليلة مظلمة في مفازة؛ فاستضاء بها واستدفا ورأى ما حوله، فاتقى مما يخاف ويحذر، وامن. فبينا هو كذلك، إذ طفنت ناره؛ فبقي في ظلمة خائفا متحيرا. فكذلك المنافقون لما أظهروا كلمة الإيمان استناروا بنورها، واعتزوا بعزها، وأمنوا من القتل والمسنبني، وناكحوا المسلسين ووارتوهم، وقاسموهم الغنائم، وعصموا دماءهم وأولادهم وأموالهم. فلما ماتوا عادوا إلى الظلمة وبقوا في العذاب والنقمة. قال مجاهد: إضاءة النور اقبالهم إلى المسلمين، والهدى بالقرآن: وذهاب نورهم إقبالهم إلى المشركين والضلالة: والكناية في قوله: "بنورهم" يرجع إلى المنافقين؛ لأن المثل مضروب فيهم، وهو قول الزجاج والفراء والأكثرين؛ ويجوز أن يرجع إلى نور المستوقد؛ لأنته في معنى الجمع، وهو قول الأخفش؛ وقال سعيد بن جبير ومحمدبن كعب وعطاء ويمان: إن الآية نزلت في اليهود وانتظارهم خروج النبي -صلى الله عليه وآله -، وإيمانهم به، واستفتاحهم على المشركين بمبعثه، م لما بعت كفروا به؛ وهذا معني قول عطاء عن ابن عباس؛ وذكر عن ابن مسعود عن ناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أنها نزلت في أناس دخلوا في الإسلام قبل المبعث وقيل الهجرة، نم نافقوا. قال ابن عباس في رواية عطاء: إن قريظة والنضير وبتي ينقاع وردوا من الشام إلى يثرب حين انقطعت النبوة في بني إسرائيل وأفضت إلى العرب.

فدخلوا المدينة منتظرين للنبي المبعوت من العرب: وكانوا يشهدون له بالنبوة ويزعمون انهم جاءوالنصرته. فبنوا الحصون المحفوفة بدار هجرته وكانوا يستفتحون على المشركين بعشته. فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به حسدا وبغيا وخوفا على رئاستهم حتى لاتنتقل إلى غيرهم، وعلى مأكلهم حتى لايحوزها غيرهم. فذلك الإيمان الأول هو الذي أضاء ما حولهم، وهذا الكفر بعده هو الذي -79 ب - (ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون). قال: كلما أضاءت أرسل الله تعالى ريحا عاصفا فأطفأها. كذلك اليهود كلما أوقدوا نارأ للحرب أطفأها الله.

ليتهنل

Bogga 254