============================================================
154/مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار فلم يسمعوا الخير: وعلى ابصارهم غشاوة؛ فلم ببصروا الهدى.
وقال أهل النحوا: إنما وحد السمع لأنه مصدر، والمصادر لاتتنى ولاتجمع؛ وقال ابن الأنباري: أراد على مواضع سمعهم فحذف المضاف؛ وقال سيبويه: السمع يدل على الجمع: لأنه توسط جمعين، كماقال: (يخرجهم من الظلتات إلى النور)؛ وقال: (عن الييين والشمائل).
، وقرأعاصم "غشاوة" بفتح الغين؛ وقرأ الحسن بضم الغين، وقرأ أصحاب عبدالله بفتحا الفين من غير ألف، وكلها لغات: وعلى قراءة العامة تم الكلام عند قوله: (وعلى سنعهم).
م تستأنف فتقول: (وعلى أبصارهم غشاوة)، بالرفع، وحكي) عن عاصم غشاوة بالنضب معطوفا على ما تقدم، على تقدير "وجعل على ابصارهم غشاوة".
الغشاوة: الغطاء والحجاب؛ فلايرون الحق؛ ومنه غاشية السرج؛ وقال: (وجعلنا من ين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لأيبصرون).
ولهم عذاب عظيم) أي القتل والأسر في الدنيا، والعذاب الدائم في العقبى؛ والعذاب كل ما يشق على الإنسان ويتأذى به؛ ووصفه بالعظيم إما لشمول الألم جميع أجزاء الإنسان بحيث لايخلو جزء من ألم، وإما لتوالى الآلام على الجسم بحيث لا يتخللها فرجة، وكلا الوجهين من العذاب مجتمع للكافرين.
الاسرار وقد سمعت من الفريقين اضطراب أقاويلهم في الختم والطبع والأقفال وإضافتها إلى الله تعالى، وما يلزم الفريقين من رفع التكليف أو تكليف مالايطاق، سواء جبل الطبع على المنع من الإيمان ابتداء كما قال الأشعري، أو جزاء كما قال المعتزلي: وبالاتفاق بين الفريقين لم يرتفع التكليف عنه -63 ب -؛ ومن طبع على قلبه وختم كيف يخاطب بالايمان؟!
وأعجب من ذلك تناقض الأمر والخبر؛ فإن الخطاب بالإنذار في قوله تعالى: قم فأنذر) 1. في الهامش عنوان: النحو. 2. في الهامش عنوان: القراءة.3. في الهامش عنوان: النحو.
4. في الهامش عنوان: التفسير.
ليتهنل
Bogga 220