209

============================================================

فسير سورة اليقرة/143 الأمير من القصر. إذا سمعها سامع في علو نم أداها في سفل؛ ويقال: فلان يعشي بالنميمة، إذا سمعها وأداها في بسيط من الأرض؛ وقد يضاف الصعود إلى الكلام كما يضاف النزول إليه ، قال الله تعالى: (إليه يضعد الكلم الطيب) ومعناه القبول.

ودخلت "هم"1 في قوله (هم يوققون) توكيدا يسميه الكوفيون عمادا، والبصريون فضلا، ولايجوز ان يخلو عن زيادة معنى.

أولئك علىهدىمن ربهموأولئكهمالمفلحون4) التفسير [و]اللغة والنحو أي أهل هذه الصفة الذين قدمت وصفهم على رشاد وبيان وبصيرة فيما أمنوا به من الغيب وغيره، وعلى هدى الطريق وقصد السبيل الذي دعا الله ورسوله إليه؛ وقولهم الصدق فيما أقروا به: وقوله: (من ربهم) أي بتوفيقه وإرشاده نالوا ما نالوا: فهداهم الله وشرحصدرهم؛ فصاروا على بصيرة ومحجة من ربهم. قال ابن عباس: على رشد وبيان من ربهم؛ وروى أبو صالح عنه: على صواب وبيان من الاضلال من ربهم؛ وقال في رواية سعيد وعكرمة: على نور من ربهم واستقامة على ما جاءهم. قال قتادة: هؤلاء أهل الجنة استحقواا الهدى والصلاح بحق؛ فأحقه الله لهم؛ والمفلحون الناجون الفائزون بالظفر، فازوا بالجتة ونجوا من النار؛ وقيل: المنجحون المدركون ما طلبوا من الفوز والخلود في الجنة.

والفلاح والنجاح والظفر والفوز ألفاظ تجري كلها على معنى واحد، أي -58ا من فعل ذلك فهو المفلح الفائز المنجح في طلبته، الظافر ببغيته؛ وأصل الفلاح في اللغة البقاء: وأولاء اسم مبني على الكسر ودخلت الكاف للخطاب: ومحل أولئك رفع بالابتداء وخبره في قوله: (على هدى) وأولئك ابتداء ثان، والمفلحون خبره؛ ودخول هم تأكيد في التعريف، كأنه قيل: هم المفلحون لانشك فيه: ونحاة الكوفة يستونه عمادا، ونحاة البصرة يسمونه فضلا وزيادة.

1. في الهامش عنوان: النحو.

ليتهنل

Bogga 209