============================================================
106مفاتيح الاسرار ومصاييح الآبرار وسر آخر: أن العموم والخصوص جاريان في الهداية جريانهما في سائر الألفاظ والمعانى، ولله -عزوجل- هداية عامة ساربة في جميع الموجودات على حسب اوضاعها وطباعها وخصوصا في الحيوانات؛ فإن كل حيوان مخصوص بهداية إلى مصالح وجوده وبقائه باستحفاظ نوعه وشخصه، وذلك بالطبع والفطرة دون التعليم والفكرة؛ وأخص منه هداية الانسان؛ فإنه مخصوص بهداية إلى مصالح وجوده وبقائه باستحفاظ نوعه وشخصه واستصلاح1 غير نوعه، وذلك بالتعليم والفكرة، وأخص منه هداية الأنبياء والأولياء -عليهم انهم-هفانهم مخصوصون بهداية الي مصالح وجودهم وبقائهم باستحفاظ نوعهم وشخصهم واستنلاح غير نوعهم من الأنسان في معاشهم ومعادهم، وذلك بالوحى والالهام؛ وكماصار الانسان ملكا على أنواع الحيوانات بالهداية الخاصة له كذلك صار النبي -عليه اللام - ملكأ على أصناف الإنسان بالهداية الخاصة به: وكماصارت حركات الانسان معجزات الحيوان، أعنى حركاته الفكرية والقولية والعملية، كذلك صارت حركات الأنبياء -عليهم السلام- معجزات الإنسان، أعني حركاتهم2 الفطرية والوحيية والخلقية؛ فهم الذين أنعم الله -عز وجل - عليهم بالهداية العلوية القدسية، وصراطهم صراط الله ودينهم صبغة الله وشريعتهم شرعة الله: فمن اقتدى بهم فهو المهتدي إلى الصراط المستقيم؛ ومن اعتدى عليهم فهو الهاوي إلى سواء الجحيم.
وإذا عرفت مراتب العموم والخصوص في الهداية، اطلعت على مزلة أقدام الضالين فيها: وأن الذين قالوا من القدرية إن الله تعالى قد يهدي المؤمن والكافر بنصب الآيات والأدلة، وافما يهتدي من نظر فيها واعتبر، وإنما ضل من نازل واستكبر، وحملوا عليه قوله تعالى: (وأما تمود فهديناهم -42آ- فاشتحبوا العمى على الهدى ) فقد ضلوا إذحكموا بعموم الهداية دون الخصوص؛ وأن الذين قالوا من الجيرية: إن الله تعالى قدهدى المؤمن دون الكافر بالتوفيق وخلق الايمان فمن اهتدى فبهداية الله، ومن ضل فإضلال الله، وحملواا عليه قوله -عزوجل- (من يفد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخابرون) فقد ضلوا: إذ حكموا بخصوص الهداية دون العموم.
ليتهنل
Bogga 172