149

============================================================

تقسبر سورة الفانحة83م ومن العلماء من فرق بين الاسمين؛ فقال قوم: الرحمن أشد مبالغة من الرحيم؛ لأنه مبني على فعلان؛ وهو لايقع إلا على مبالغة الفعل نحو غضبان للممتلئ غضبا؛ وسكران لمن غلبه السكر.

قال أبو عبيدة: الرحمن ذو الرحمة، والرحيم هو الراحم؛ وقال ابن عباس في رواية عطاء: الرحمن اللطيف العطوف والرحيم بأوليائه وأهل طاعته؛ وقال في رواية: الرحمن الرفيق [و] الرحيم العطوف؛ وهما اسمان رفيقان؛ وقال في رواية أبي صالح إسمان رفيقان، أحدهما أرق من الآخر. قال الحسين بن الفضل: لعله قال اسمان رفيقان أحدهما أرفق من الآخر؛ وروي عنه أنه قال: الرحمن العاطف على البر والفاجر في الرزق لهم، وليس في السماوات والأرض رحمن غيره؛ والرحيم بالمؤمنين خاصة وروى عنه أيضا قال: الرحمنا بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة: وقال سعيد بن جبير: هو الرحمن لأنه يعم المؤمن و الكافر بالرحمة. قال الله تعالى: (ورخمتي وسعت كل شيء) والرحيم هو الذي يختص المؤمنين1 بالرحمة.

قال تعالى: (فسأكتبها للذين يتقون) وهو قول مقاتل؛ وروى منصور عن مجاهد قال: الرحمن بأهل الدنيا، الرحيم بأهل الآخرة؛ وجاء في الخبر: "يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة." ومن صار إلى هذا المذهب قال: الرحمن خاص الاسم عام المعنى، والرحيم عام الاسم خاص المعنى: ومعنى ذلك أنه لايجوز أن يستي أحد باسم الرحمن غير الله تعالى: وهوعام المعنى من حيث إنه العاطف على جميع خلقه بالرزق لهم، ودفع البلاء عنهم؛ وهو لا يقع إلا على مبالغة الفعل؛ وقولنا: الرحيم عام اللفظ خاص المعتى أنه قديسمى بهذا الاسم غير الله تعالى، كما قال تعالى: (بالتؤمنين رؤوف رحيم) وقال في صفة أصحابه: (رحماء بينفم) وقال: (وكان بالمؤمنين رحيما) فالرحيم يختص بالمؤمنين.

ومن العلماء من صار إلى أن الرحيم ابلغ من الرحمن من حيث إن رحمته تخصص بالمؤمنين حقيقة. قال الله تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحيوة الدنيا خالصة يؤم القيامة وقال تعالى خبرا عن 1. س: بالمؤمنين .

ليتهنل

Bogga 149