============================================================
مفاتيح الفرقان في علم القرآن /61 الكمال، وما يدربه لعل ما اعتقده1 فصيحا هو دون ما زيفه مردودا؛ ومن تصدى للانتفاد: فيجب أن يكون له كلام فوق المنقود حتى يصح منه الانتقاد.
وأن الفصحاء من العرب أخرجواكلمات القران عن جنس كلام البشر، فتارة وصفوه بالسحر المبين، وتارة نسبوه إلى الله تعالى؛ وكذلك الجن حين استمعوا قالوا: (إنا سيغتا قوآنا عجبا يفدي إلى الوشد)، فوصفوه من حيث اللفظ بالعجب، ووصفوه من حيث المعنى بالهداية والرشد جمعا بين العبارة والمعنى في الكمال؛ ولأن الكمال في الصوت أن يكون كلاما مفهوما، والكمال في الكلام أن يكون بالهداية مشعرا، (أ ولم يروا أنه لايكليفم ولا يفديهم سبيلا)؛ فلما تعرى صوت العجل عن الكمالين كان خوارا2؛ فمنا اعتبر الفصاحة والجزالة والنظم والبلاغة من حيث اللفظ فقد أثبت الكمال الأول دون الكمال الثاني؛ ومن اعتبر الهداية والإرشاد والتنبيه على الحقائق والحكم من حيث المعنى مع الكمال الأول، فقد استوفى حد البلاغ والكمال المعجز: (قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أفدى منهما).
وقل ما نجد في القرآن ذكر الشرف والكمال فيه إلا ويشير إلى الهداية والروح والرحمة والإنذار والتذكير، قال الله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القزآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان): وقال: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرتا)؛ وقال: (ولقد جثناهم بكتاب فصلناه على علم -24 ب - هدي ورخمة لقوم يؤمنون): وقال: لتنذر به وذكرى للمؤمنين)؛ وقال: (وأنذز3 به الذين يخافون).
فكما لاحظنا جانب اللفظ حتى عرفنا بلاغته فوق سائر البلاغات، وجب أن نلاحظ جانب المعنى حتى نعرف هدايته فوق سائر الهدايات.
وكما أن النبي إنما تميز عن البشر بأنه يوحى إليه أن لا إله إلا الله، وكان نفس دعواه ا ال ا ل ل ا الا يه الم لش ال 3. س: وذكر.
2. س: جوارا.
1. س: انتقده.
4. س: منان.
ليتهنل
Bogga 127