Hordhac U Daaweynta Nafsiga ah ee Jiritaanka

Cadil Mustafa d. 1450 AH
47

Hordhac U Daaweynta Nafsiga ah ee Jiritaanka

مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي

Noocyada

الفصل الثالث

نظرة تاريخية

(1) طلائع وجودية

ثمة تياران أساسيان في تاريخ الفكر البشري. أحدهما هو تيار الماهيات

essences

ويتجلى في أوضح صورة عند أفلاطون الذي ذهب إلى أن هناك صورا مكتملة أو نماذج مثالية لكل الأشياء؛ وأن هذه الأشياء من حولنا، هذا الكرسي المحدد مثلا، ما هي إلا نسخ ناقصة لها. تتبين هذه الماهيات بوضوح حين نتأمل في الرياضيات؛ فالدائرة الكاملة والمربع الكامل موجودان في السماء. أما ما نرسمه نحن البشر من دوائر ومربعات فهي نسخ غير مكتملة من تلك الدوائر والمربعات المثالية. وتتطلب الرياضيات ملكة التجريد التي تغضي عن وجود الشيء المفرد. فبمقدورنا مثلا أن نبرهن ببساطة على أن ثلاث تفاحات مضافة إلى ثلاث أخريات يكون مجموعها ستا. غير أن هذا يظل صحيحا حتى لو استبدلنا بالتفاحة وحيد القرن. فالرياضيات لا يعنيها ما إذا كان وحيد القرن موجودا بالفعل. وبوسع قضية ما أن تكون صحيحة دون أن تكون حقيقية. لعل النجاح الباهر الذي تحققه هذه الطريقة في بعض مجالات العلم (كالرياضيات) هو بعينه ما يحملنا على أن نغفل الكائن الفرد الحي.

غير أن هناك تيارا آخر من الفكر آخذا مجراه عبر التاريخ؛ ألا وهو تيار الوجود

existence . وبموجبه فإن الحقيقة تنصب على الشخص الحي الموجود في موقف بذاته (عالم) في وقت بعينه. ومن ثم أطلق على هذا التيار: التيار الوجودي

existential . هذا ما كان يعنيه سارتر في مقولته الشهيرة: «الوجود يسبق الماهية.» فوعي الإنسان (أي وجوده) سابق على أي شيء عليه أن يقوله عن العالم من حوله.

للتراث الوجودي نماذج تاريخية عديدة من المفكرين. منهم أوغسطين

Bog aan la aqoon