Hordhac U Daaweynta Nafsiga ah ee Jiritaanka
مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
Noocyada
كان أول الأساتذة الألمان استجابة لرسالة كيركجارد هو كارل ياسبرز
Karl Jaspers
الطبيب النفسي والفيلسوف الذي توفي عام 1969م بعد حياة أكاديمية طويلة ومجيدة. أمضى ياسبرز سبع سنوات فقط في مجال الطب النفسي الإكلينيكي في هيدلبرج قبل أن يلتحق بكلية الفلسفة. غير أنه تمكن خلال هذه السنوات القليلة من وضع كتاب «علم السيكوباثولوجيا العام» الذي كان وما يزال ذا مكانة مرموقة وتأثير هائل في حقل الطب النفسي. وعجيب الأمر أن هذا الكتاب، رغم نهجه الفينومينولوجي، لم تشبه شائبة من فلسفة الوجود عند ياسبرز التي استغرقته بعد ذلك وأهلته للتأثير الكبير في الفكر الوجودي. كان تركيز ياسبرز الفيلسوف منصبا على الإنسان الوجودي؛ عالمه، مواقفه الحدية، لقائه بالحقيقة، بحثه عن حدود المنهج والنظرية، ممكناته الترنسندنتالية. كان ياسبرز عقلا صارما يحذر من اختزال الإنسان في نظرية، ويحذر أكثر من ذلك من تشييئه عن طريق الاستلاب التكنولوجي. وسوف تظل أعماله محتفظة بقوة باقية وشباب دائم، وستبقى العلوم الإنسانية كلها مشغولة بنظراته وتساؤلاته، وفي حوار لا ينقطع مع فكره العميق النافذ. (6) هيدجر والقلق الوجودي العميق
8
لا يكاد يبرأ مفكر وجودي معاصر - من الذين ذكرنا أسماءهم أو لم نذكر - من أثر كبير أو صغير لفكر الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر
M. Heidegger
الذي كتب عام 1927م تحفته الكبرى «الوجود والزمان» فكان له السيادة والريادة على الفكر الوجودي غير مدافع. ويعد كتابه بحق إنجيل المدرسة الوجودية بأسرها. دفع هيدجر في كتابه الوعر بكنز طائل من الأفكار والمصطلحات الجديدة صار بعضها من الرواسم (الكليشيهات) الشائعة والتيمات الرائجة في الكتابة الحديثة.
انتهج هيدجر المنهج الفينومينولوجي فأسس فلسفة في الوجود الكلي أو الأنطولوجيا تقوم على تحليل الوجود المتعين المفرد
Dasein
بوصفه مدخلا لمبحث الكينونة ذاتها مختلطا بها ومشتركا معها في الحدود. وأول ما يتصف به هذا الوجود المتعين المفرد هو «الوجود-في-العالم». هذا هو القوام الوجودي الأساسي للكائن البشري. يجب أن نفهم «الوجود-في-العالم» كظاهرة واحدة غير مجزأة. فالوجود الإنساني ليس راقدا في العالم رقود حصاة على الشاطئ، ولا هو سابح فيه سبح سمكة في البحر. بل هو معطى في سياق العالم، مخلوط بالعالم،
Bog aan la aqoon